الوحيد الذي صلى عليه النبي محمد صلاة الغائب.. تعرف على أصحمة النجاشي الذي تولى الحكم وهو ابن 9 سنين وبكى عند سماع القرآن 

ولد أصحمة بن أبجر (أصحمة النجاشي) عام 560 م  وتوفي 630 م ولقب بالنجاشي وهو لقب يطلق على ملوك الحبشة.

 

تولى أصحمة النجاشي الحكم وهو ابن 9 سنين بعد موت عمه بصاعقة، وبعد سنوات من حكمه، انتشر عدله، وذهبت سيرته الطيبة إلى كل مكان.

 

أسلم النجاشي بعد أن سمع من جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه، بعض الآيات من القرآن الكريم واستفسر منه بعض الأمور التي تخص عيسى بن مريم عليه السلام.

 

وقال عنه رسول الله صلى عليه وسلم إنه “ملك لا يظلم عنده أحد”.

 أصحمة النجاشي
أصحمة النجاشي

 

ويعتبر أصحمة النجاشي الوحيد الذي صلى عليه النبي محمد صلاة الغائب لما علم بوفاته؛ ولكنّه لم يره أبداً.

 

وفي نهاية السنة الرابعة من النبوّة، وعندما بدأت الاضطهادات والمضايقات ضد المسلمين، أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- المسلمين بالهجرة إلى الحبشة، وذلك لأن النجاشيّ كان معروفًا بأنّه ملكٌ عادل.

 

استقبل النجاشي صحابة رسول الله صلى عليه وسلم المهاجرين إليه، واجتمعوا به في الفترة ما بين 610 ـ 629 م.

 

وترأس وفد المسلمين المهاجرين آنذاك عثمان بن عفان والسيّدة رقيّة بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رضي الله عنهما، وكان عدد الوفد في ذلك الوقت اثني عشر رجلًا وأربع نسوة.

 

وحاولت قريش اللحاق بالمسلمين إلى الحبشة، ولكن الحبشة كانت مملكة قويّة لا يمكن مهاجمتها، بالإضافة إلى أنّ هناك علاقات طيّبة بين مكّة والحبشة.

 

وأُجبرت قريش على إرسال وفد محمل بالكثير من الهدايا إلى ملك الحبشة لتطالب برد المسلمين، حيث أرسلت أكثر رجالها حنكةً وأقدرهم على المكر وهما عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي ربيعة .

 

والتقى عمرو بن العاص بالنجاشيّ وتحدّث عن المسلمين، ووصفهم بأنهم مجموعة من السفهاء قد دخلوا بلاده.

 

إلا أن النجاشيّ كان معروفاً بعدله وحكمته فطلب سماع المسلمين.

 

واختار المسلمون جعفر بن أبي طالب ليتحدث باسمهم كونه كان خطيباً وقادراً على الكلام بحكمة، ولأنّه هاشميّ قرشيّ.

 

والتقى جعفر بالنجاشيّ وحدثه عن دين الإسلام وعن الفرق بين الجاهليّة وعاداتها من عبادة أصنامٍ وغيرها، والإسلام دين التوحيد وعاداته وآدابه السامية.

 

وأخبر جعفر النجاشي بفضائل الإسلام، ثمّ روى له ما تعرّض له المسلمون من ظلم واضطهاد من قبل المشركين، طالباً منه أن يكون عادلاً معهم.

 

وخلال الاجتماع طلب النجاشيّ من جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه، بأن يتلو عليه شيئًا من القرآن، فقرأ جعفر له بداية كهيعص؛ فبكى النجاشيّ.

 

وبعد سماعة للقرآن رفض النجاشيّ تسليم المسلمين لقريش؛ حيث رأى أنّ ما تلاه جعفر يخرج هو والذي جاء به عيسى من مشكاةٍ واحدة.

 

وسأل النجاشيّ جعفر عن ربّه فأجابه أنّه هو الذي بعث فيهم رسولًا، وأنّه هو الرسول الذي بشّر الله به عيسى الذي اسمه أحمد.

 

وعندما سأله النجاشيّ عن قول الله عن عيسى، فقال أنّه روح الله وكلمته، فمسك النجاشيّ عوداً من الأرض وقال للقسيسين ورجال دولته أنّ قوله عن عيسى ومريم يطابق ما يعرفونه ولم يزد فوق ذلك مقدار ذلك العود، ثمّ نطق الشهادتين.