وكالة روسية تتغزل بـ “بكداش” : قبلة الملوك والرؤساء.. وأقدم متجر للبوظة العربية في العالم (فيديو)

في مطبخه الذي يعبق بروائح المسك والفانيليا وماء الزهر، يسكب أحمد بكداش مكاييل السكر في قدر كبير تتراقص فيه قطرات الحليب الممزوج بالقشطة الطازجة، مشكلةً هويةً فريدة لطالما ميزت أول متجر للبوظة العربية في العالم، بوظة بكداش.

من يزور دمشق، لا يمكنه إلا أن يزور “بكداش”، هذا ما يؤكده ازدحام الزبائن في أشهر متجر للبوظة العربية بالعالم. يتراص الراغبون بتذوق بوظة “بكداش” الشهيرة فيما ترتسم الابتسامة على وجوههم وهم يراقبون العمال الغارقين في دق البوظة ضمن “الأجران” الخاصة بصنعه، تماما كما فعل أسلافهم لقرابة 130 عاما مضت.

مشهدية الشغف العابق بالتاريخ، لطالما استقطبت الزوار الاستثنائيين إلى هذا المتجر الذي يتوسط سوق الحميدية الشهير بدمشق القديمة، فعلى طاولاته جلس ملوك ورؤساء حكومات ومشاهير وفنانين وممثلين ومغنيين، راقبوا بتمعن تلك المدقات وهي تنهال على الأجران المليئة بـ “السحلب”، قبل أن يتذوقوا هوية وأصالة البوظة العربية التي ذاع صيتها في العالم أجمع.

أحمد موفق بكداش، صاحب المتجر الأشهر للبوظة العربية، عن وجهة عشاق المثلجات من زوار العاصمة دمشق، يقول في حديثه لـ “سبوتنيك”:

“افتتح جدّي محمد حمدي بكداش، متجره الخاص لبيع البوظة في عام 1895، ليصبح أقدم متجر للبوظة العربية في العالم، حينها كانت صناعة البوظة تتطلب مجهوداً كبيراً، حيث كان يضطر للذهاب للجبال لجلب الثلوج، وقضاء الكثير من الوقت في تسوق المواد الأولية للبوظة كالسحلب والمستكة، فلم يكن هناك العديد من الخيارات المتاحة من المنتجات حينها”.

ويشير بكداش إلى أن الجيل الثالث من عائلته قد حافظ على إرث الأجداد، وهو: ماركة عالمية ترافقها سيرة حسنة تنافس نكهة البوظة الفريدة في جذب الزبائن، فمن الثمانينيات، يستقبل أصحاب “بوظة بكداش” زبائنهم بابتسامة وادعة لتكمل رسم ذكريات زوار سوق الحميدية والأسواق الأخرى المجاورة له، فتتشبع حواس السياح بروائح سوق البزورية التي تخترق القلوب، ونكهة بوظة بكداش الساحرة في سوق الحميدية، فيما تسرق متاجر هذه الأسواق ببضائعها المتنوعة أبصارهم وينفذ صخب الحياة إلى أسماعهم.

لا يقتصر إعداد بوظة بكداش على مرحلة الطبخ، حيث يتابع بكداش لـ “سبوتنيك”:

“من أهم مراحل صنع البوظة العربية مرحلة الدق، حيث نقوم بدق البوظة يدوياً بـ “الهاون” بعد طبخها في “جرن” كبير إلى أن تتماسك ويتجانس قوامها وتفرغ تماماً من الهواء، وهذه الآلية بالتحديد هي ما يميز البوظة العربية عن جميع أنواع المثلجات الأخرى التي يتم صنعها باستخدام الآلات”.

وبعد مرحلتي الطبخ والدق، ينهمك العمال في استكمال صنع البوظة فيعمدون إلى تبريدها بعد تشكيلها على هيئة اسطوانات طويلة وتقطيعها إلى شرائح دائرة، ليغطوها أخيراً بطبقة مقرمشة من الفستق الحلبي اللذيذ.

أيضاً تزين طاولات صالة الزبائن في” محل بكداش” ألوان بوظة الفواكه المشكلة، وهي الأكثر طلباً من قبل الزبائن ذوي الأعمار الأسغار، حيث تجتذب نكهات الفريز والليمون والتوت والأناناس المغطاة بالشوكولاتة انتباه الأطفال على وجه التحديد.

وعن اختلاف بوظة بكداش عن باقي أنواع المثلجات، يوضح بكداش: “البوظة العربية مرغوبة من قبل الزبائن لأنها دسمة، وقوامها كثيف، بالإضافة إلى نكهتها المميزة التي تضيفها مكوناتها الفريدة بدءاً من السحلب، القشطة، المستكة، ماء الزهر، الفانيليا، الفستق الحلبي، وغيره من المكونات التي تضاف حسب الرغبة”.

 

  • النص كما ورد في وكالة “سبوتنيك”