أنواع من المسلمين سيمرون على الصراط المستقيم بسرعة الريح .. فمن هم؟

إن يوم القـ.يامة يوم عـ.ظيم، يوم كان شـ.ره مستـ.طيراً، وكان يومـ.اً عبـ.وساً قمطـ.ريراً، وطول ذلك اليوم خمسون ألف سنة، ذكره الله لنا في كتابه لنحذر شـ.ره، ذكّر عباده به ليستعدوا لذلك اليوم ومن أشد أهوال ذلك اليوم وأشـ.دها خطـ.راً، المرور على الصـ.راط، وهو جسر مضروب على متن جـ.هنـ.م. وهناك أنواع من المسلمين سيمرون على الصراط المستقيم بسرعة الريح .. فمن هم؟

ما هـ.و الصـ.راط المسـ.تقيم؟

قيل: إنه القرآن، وقيل: الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحباه من بعده، وقيل: الإسلام، قال ابن القيم: “والقول الجامع في تفسير الصـ.راط المسـ.تقيم هو الطريق الذي نصبه الله لعباده على ألسـ.نة رسله وجعله موصلـ.اً لعباده إليه ولا طريق لهم سواه، وهو إفراده بالعبـ.ودية وإفراد رسـ.له بالطـ.اعة، وهو مضمون شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، ونكتة ذلك وعقده أن تحبه بقلبك كله وترضيه بجهدك فلا يكون في قلبك موضع إلا معـ.مور بحبه ولا تكون إرادة إلا متعلقة بمرضاته وهذا هو الهدى ودين الحق وهو معرفة الحـ.ق والعمل به وهو معرفة ما بعث الله به رسله والقيام به، فقل ما شئت من العبارات التي هذا أحسنها وقطب رحاها”.

جاء النبي صلّى الله عليه وسلّم بالرسالة الخاتمة، ودعا إلى ما دعت إليه الرسل من التزام هذا الصراط، ووصفه ربه بقوله: (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ * صِراطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ أَلا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ).

إذن فإن الثبات على الصراط المستقيم هو محـ.ور الـ.صـ.راع بين الخيـ.ر والشـ.ر، بين ما تدعو إليه الرسل وما يسعى إليه الشيطان الرجيم، فما هذا الصـ.راط؟

إن هذا «الصراط المستقيم» هو دعوة الرسـ.ل جميعا، وهو الهدف الذي يسعى إبليـ.س اللـ.عين أن يقعـ.د لبني آدم عليه فيصدهم عنه، وأن الله -عز وجل- على صراط مستقيم، ومعنى كون الله تعالى على صراط مستقيم أنه سبحانه على طريق مستقيم في قضائه وقدره وأمره ونهـ.يه، يهدي من يشاء إليه بفضله ورحمته، ويصرف عنه من يشاء بعدله وحكمته.

لقد صور رسول الله صلّى الله عليه وسلّم التزام الصراط المستقيم والخروج عنه، أي ذلك الصراع بين طاعة الرحمن وطاعة الشيطان فيما يرويه ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: خط رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خطا ثم قال: «هذا سبيل الله»، ثم خط خطوطا عن يمينه وعن شماله ثم قال: «هذه سبل على كل سبيل منها شـ.يطـ.ان يدعو إليه»، ثم قرأ: (وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ). فالسبيل المستقيم أو الصراط المستقيم هو ما تدعو له الرسل، وتهدي الناس إليه، أما السبل الأخرى التي ينحرف إليها البعض فليست إلا سبلا شيطانية نشأت بعد أن قعد لهم إبليس على هذا «صراط الله المستقيم».

أما دعوته صلّى الله عليه وسلّم إلى هذا الصراط المستقيم في قوله تعالى: (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) فهي -كما يقول ابن القيم- رحمه الله تعالى: كل علم أو عمل أو حقيقة، أو حال أو مقام خرج من مشكاة نبوته، فهو من الصراط المستقيم وما لم يكن كذلك فهو من صراط أهل الغضب والضلال؛ فما ثمّ خروج عن هذه الطرق الثلاث: طريق الرسول صلّى الله عليه وسلّم وما جاء به، وطريق أهل الغضب (المغضوب عليهم)، وهي طريق من عرف الحق وعانده؛ وطريق أهل الضلال: وهي طريق من أضله الله عنه، ولهذا قال عبد الله بن عباس وجابر بن عبد الله – رضي الله عنهم- «الصراط المستقيم: هو الإسلام»، وقال عبد الله بن مسعود وعلي بن أبي طالب -رضي الله عنهما- «هو القرآن» وفيه حديث مرفوع في الترمذي وغيره، وقال سهل بن عبد الله «طريق السنة والجماعة»، وقال بكر بن عبد الله المزني «طريق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم».

ولا ريب أن ما كان عليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه علما وعملا وهو معرفة الحق وتقديمه، وإيثاره على غيره، فهو الصراط المستقيم.

اعتمد المفسرون في مجال البحث عن هذا المفهوم منهجين وسا روا بطريقين: نظري و مصداقي؛ و المراد من المنهج النظري ذلك الطريق الذي يسلط الأضواء على معرفة الخصائص القرآنية لذلك الطريق القويم، فيما يراد من المنهج أو الطريق المصداقي رصد الشخصيات و الرجال الذين سلكوا هذا الطريق و بيان خصائصهم التي صيّرت منهم قدوة يستن بهداها على مرّ التاريخ.

و قد ذكر المفسرون الكثير من التفاسير لكلمة الصراط المستقيم على مستوى المفهوم و التطبيق المصداقي، سنشير إلى نماذج من تلك التفسيرات:

1. الصراط المستقيم يعني كتاب الله تعالى.
2. الصراط المستقيم يعني طريق الانبياء.
3.  الصراط المستقيم، يعني الاسلام (التسليم لله تعالى).
4. أما مصداق الصراط المستقيم من وجهة نظر القرآن فهو “الدين القيّم”: ” قُلْ إِنَّني‏ هَداني‏ رَبِّي إِلى‏ صِراطٍ مُسْتَقيمٍ ديناً قِيَماً مِلَّةَ إِبْراهيمَ حَنيفاً وَ ما كانَ مِنَ الْمُشْرِكين‏”
5. التفاسير المختلفة للصراط المستقيم، كل هذا المعاني تعود إلى نفس الدين الإلهي في جوانبه الاعتقادية و العملية.
6.  الصراط المستقيم هو الإمام الواجب الطاعة الذي تعد طاعته وسيلة لعبور الصراط على جهنم في العالم الآخروي.

الصراط المُستقيم = دين الله = القرءان الكريم = طريق الحق = صراط الله = طريق الجنة.

الصراط الغير مُستقيم = الأديان الباطلة = طريق الشيطان = طريق الباطل = صراط الجحيم = طريق جهنم.

إخواني الكرام، هناك آيات لا تُعدّ ولا تُحصى عن الصراط في القرءان، اللهم اهدنا الصراط المستقيم، واجعلنا من أهل الفردوس العلى في عليين، ونجنا برحمتك من عذاب الجحيم.