يفضل التبرع بـ 100 مليار دولار بدلاً من توريثها.. مالا تعرفه عن “وارين بافيت” سادس أغنى رجل في العالم

يفضل “وارين بافيت” سادس أغنى رجل في العالم والبالغ من العمر91 عاماً التبرع بثروته البالغة حوالي 100 مليار دولار، بدلاً من توريثها.

وبحسب Forbes فإن رجل الأعمال الأمريكي الشهير وارين بافيت يفضل أن يتبرع بمعظم المبلغ للأعمال الخيرية، ولا يورث لأبنائه سوا القليل أي مايحتاجونه للعيش فقط.

ولعل أشهر ماقاله بافيت سادس أغنى رجل في العالم: “اتركوا لأبنائكم ما يكفي حتى يتمكنوا من فعل شيء، ولكن ليس ما يكفي لكي لا يفعلوا أي شيء”.

"وارين بافيت" سادس أغنى رجل في العالم
“وارين بافيت” سادس أغنى رجل في العالم

يعتقد “وارين بافيت” والذي يعد أشهر مستثمر أمريكي في بورصة نيويورك أن فكرة انتقال الثروة الهائلة من جيل لآخر باتت غير جذابة وأقل شيوعاً.

ويؤمن بفكرة أنه يجب على الإنسان العمل والكفاح والجد ومن ثم حصد الغناء والثراء ويرفض تماماً فكرة تقديم الأموال الجاهزة للورثة.

يعترف بافيت بفضل والده، الذي كان يعمل سمساراً للأوراق المالية في شركة وساطة خاصة، في إدخاله عالم الأعمال منذ سن مبكرة.

وعلى الرغم من أنه كان مستثمراً حريصاً في البداية، فإنه أصبح أحد أكثر الأثرياء سخاءً في العالم بعد نجاحه الكبير.

أحب “وارين بافيت” عالم الاستثمار بفضل أبيه وكان كثير التردد على مكتبه، حيث كان يكتب الأرقام على السبورة، أو يقرأ الكتب هناك.

وعلى ما يبدو فإنه تأثر بكتاب “ألف طريقة لكسب 1000 دولار”، لدرجة أنه قرر القفز من أعلى مبنى في مدينته إن لم يصبح مليونيراً في سن الثلاثين.

بدأ العمل وهو صغيراً حيث عمل كعامل توصيل في بقالة جده وكان يوصل الطلبات للمنازل مقابل مبلغ من المالي.

كان ينتظر المسابقات ومباريات كرة القدم الهامة لبيع الفشار في منطقة أوماها بولاية نبراسكا، كما كان يبحث عن كرات الغولف المستعملة ويبيعها.

ومنذ صغره وبحكم تواجده مع والده كان يسمع بافيت كثيراً عن بورصة نيويورك، وطلب من والده زيارتها مع بعض الشركات بالمدينة.

وبعد زيارتها قرر الاستثمار فيها واشترا سهماً بـ120 دولاراً كان قد جمعها من أعماله، كما اشترى 6 أسهم لنفسه ولأخته في شركة نفط وغاز ب229 دولار.

انخفض سعر الأسهم التي اشتراها إلى 27 دولاراً مما أثر على بافيت لكنه صمد قليلاً وصبر حتى ارتفع سعر السهم إلى 40 دولار فقرر البيع وربح أقل من دولارين.

وبعد فترة وصل سعر السهم إلى 202 دولار، فأدرك الطفل بافيت هنا أنه كان بإمكانه تحقيق المزيد إذا انتظر.

عمل في تسليم الصحف في العديد من الصحف كصحيفة The Washington Post وصحيفة The Times Herald.

اشترى في عمر الـ15 عاماً 40 فداناً في ولاية نبراسكا، واستثمر فيها أيضاً بتأجيرها إلى مزارع يعمل بها مقابل تقاسم الأرباح.

كُتب أسفل صورته عند تخرجه في المدرسة الثانوية توصيف “يحب الرياضيات وسمسار بورصة في المستقبل”.

أراد والده منه دراسة إدارة الأعمال وتمكن من النجاح في ذلك، وتخرج وهو في سن الـ19، وحصل على شهادته في إدارة الأعمال.

كان كثير المطالعة والقراءة على الرغم من شغفه في التجارة والاستثمار، وكان يقرأ في اليوم ما لا يقل عن 600 صفحة.

أكمل بافيت دراسة الماجستير في كلية كولومبيا للأعمال حباً بكتاب “المستثمر الذكي” لبنغامين غراهام الذي يُدّرس فقط في جامعة كولومبيا.

أثر غراهام على حياة بافيت بشكل مباشر، لدرجة أن بافيت يقول إن أسلوبه الاستثماري هو 85% بنغامين غراهام و15% فيل فيشر.

تميز بافيت بذكاءه، لكنه كان شخصاً انطوائياً وخجولاً وعصبياً أيضاً، وقرر أن يغير من هذا وتلقى دورة خطابة عامة للكاتب ديل كارنيغي، التي أثرت فيه وحسنت منه جداً.

وبعد تخرجه عاد بافيت إلى مدينته وبدء العمل في شركة الوساطة التي يملكها والده، كما قام بتدريس دروس ليلية في الاستثمار في جامعة أوهاما، لطلاب يبلغون ضعف عمره.

وتقدم الاقتصادي الأمريكي بنيامين غراهام بعرض لبافيت للعمل معه في شركاته وهو بعمر الـ34 (العام 1954) فعاد على الفور إلى نيويورك وبدأ في العمل معه.

كان مقتصداً للغاية على نفسه، وسكن في مسكن طلبة تابع للكنيسة ليوفر مال السكن أثناء دراسته الجامعية، وعاش في شقة صغيرة بعد زواجه الأول.

كما حوّل دولاباً صغيراً إلى سرير عندما رزق بطفلته الأولى.

وعندما رزق بطفله الثالث اشترى منزلاً بسعر 315 ألف دولار، لكنه استغل إحدى غرفه وحولها إلى مكتب لإدارة شركته الخاصة، قبل أن يحصل على مكتب للشركة.

يتّبع بافيت مدرسة معلّمه غراهام للاستثمار القيمي، إذ يبحث فيها عن الأوراق المالية ذات الأسعار المنخفضة بشكل غير مبرر، بناءً على قيمتها الجوهرية في السوق، ويشتريها ويبدأ في الاستثمار فيها.

ومن ثم يعمل على تطوير طريقة عملها، إلى أن تفرض قيمتها الفعلية في السوق، وهو ما فعله مع كل شركاته كما شرح موقع الأعمال والمال Investopedia.

كرم الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بافيت عام 2011 في البيت الأبيض ومنحه وسام الحرية الرئاسي، وهو أعلى وسام مدني أمريكي.

وأثناء تقليده قال أوباما: “بافيت ليس فقط واحداً من أغنى رجال العالم، ولكن أيضاً هو واحد من أكثر الرجال الذين يحظون بالإعجاب والاحترام”.

وتابع: “وذلك لأنه دائماً ما أظهر أن النزاهة ليست مجرد سمة إنسانية جيدة، بل أيضاً جيد للأعمال”.

وتبرع رجل الأعمال الأمريكي بافيت بأكثر من 46 مليار دولار منذ العام 2000، كما تعهد بأن تذهب 99% من ثروته إلى الأعمال الخيرية.

وستكون 83% من هذه النسبة من نصيب مؤسسة بيل وميليندا غيتس، التي أسسها أحد أصدقائه المقربين بيل غيتس.

ولم يترك بافيت أولاده بدون أي شيء فقد ساعدهم بحسب صحيفة Washington Post الأمريكية، ومول لهم مؤسستهم الخاصة.

ويحب بافيت التبرع للأعمال الخيرية بشكل كبير، كما أنه يعتقد أن العطاء أمر مفرح ويفتح أبواب السعادة، كما يساهم في توفير حياة أفضل للآخرين.