خمس مأكولات شعبية تسببت بأكبر الخلافات الثقافية بين العرب وإسرائيل

أثارت محاولات إسرائيل، نسب بعض المأكولات العربية لنفسها، ردوداً فعل رافضة وغاضبة، تلاها توضيحات وتأكيدات بأن بعض تلك المأكولات هي أقدم من عمر دولة إسرائيل نفسها.

وتتنكر إسرائيل بهذه الأطباق ثقافياً؛ في محاولة لتقديم صورة مختلفة عن الواقع تحت عنوان الانتشار أو الاندماج الثقافي الذي يختلف كل الاختلاف عن مفهوم الاسـ.تـ.يـ.لاء الثقافي.

وتدعي إسرائيل أن اليهود العرب أحضروا هذه الأطباق معهم عندما هاجروا إلى إسرائيل، ومنها مثلاً “السَّلَطة الإسرائيلية”، وهي مزيج من الطماطم والخيار والأعشاب وزيت الزيتون.

و دخلت تلك الأكلة بعد عام 1948 إلى المطبخ الإسرائيلي عبر قاعات الطعام في الكيبوتس، حيث تم نقلها عن المزارعين الفلسطينيين، وفق تقرير نشرته صحيفة Washington Post.

وتؤكد الصحيفة أن كاتب الطعام الإسرائيلي جيل هوفاف قال: “هذه السلطة التي نسميها سلطة إسرائيلية هي في الواقع سلطة عربية وسلطة فلسطينية”.

ومع ذلك، تشير المطاعم والمجلات والمدونات في الغرب إلى أن هذه السلطة “إسرائيلية”، ومن المفارقات أن الناس في إسرائيل يسمونها “سلاط عرفي” أو “سلطة عربية”!.

سيد المائدة الأردنية

وثاني المأكولات المـ.نـ.سـ.ف وهو الطبق الوطني في الأردن، ويعتبر سيد المائدة الأردنية في الأعياد والمناسبات وحتى في العزاءات، ومع ذلك حاولت إسرائيل نسب هذه الطبخة لنفسها.

ونشرت صفحة “إسرائيل تتكلم بالعربية” الرسمية التابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية على موقع فيسبوك فيديو يروج لهذه الطبخة على أنها “نكهة من إسرائيل”، ما استدعى ردوداً من الناشطين.

وأكد نشطاء عرب وأردنيون أن طبق المـ.نـ.سـ.ف عمره مئات السنين، بل هو أقدم من إسرائيل نفسها، ويقال إن أصله يعود إلى عهد الملك المؤابي “ميشع” في القرن التاسع قبل الميلاد.

و طلب “ميشع” من شعبه طهي اللحم باللبن في يوم معين ليتأكد له أن شعبه يخالف تقاليد الشريعة اليهودية، وفق ما أشار له الباحث والمؤرخ الأردني حامد النوايسة في لقاء إعلامي.

وقال النوايسة إن للمـ.نـ.سـ.ف الأردني سيرة تاريخية وغاية شعبية ووطنية، و يجتمع حوله أكبر عدد من الضيوف؛ للتعبير عن الكرم العربي وخلق جسر اجتماعي يتحقق منه التواصل عبر إكرام الآخرين.

لكن الفيديو الذي تم عرضه استبعد استخدام لبن الجـ.مـ.يد الشهير، الذي يعرف محبو الطبخة أنه لا يكتمل بدونه، بل وصفه البعض بـ”إهـ.انـ.ة للطبق نفسه”، ويعود ذلك إلى قـ.يـ.ود الأكل وفق الديانة اليهودية.

وتستوجب تلك الإجراءات أن يكون الطعام “كوشر” أو حلالاً، ويقوم مبدأ الأكل الكوشر في اليهودية على الفصل بين منتجات الحليب ومنتجات اللحوم، فلا يصح الخلط بينهما استناداً إلى تفسير تلمودي لنص توراتي.

وكذلك تحريم بعض اللحوم مثل: لحم الخـ.نـ.زيـ.ر والجمل والأرنب البري وغيرها، واستغرب العديد من المعلقين زعم الصفحة هوية المـ.نـ.سـ.ف الإسرائيلية، والذي يقوم على خلط اللبن باللحم.

الفلافل والحمص

وهذا الأكلة ليست الطبق الأول الذي تـ.سـ.رق إسرائيل أصوله وتاريخه، إذ سبق أن زعمت ملكية أصناف أخرى مثل الحمص والفلافل والتبولة والشاورما وحتى الكنافة.

وعن الفلافل كان الخلاف نفسه قد تصدر عناوين الصحف في عام 2013، عندما زار الرئيس الأمريكي آنذاك باراك أوباما إسرائيل، حيث عرضت إسرائيل الفلافل والثوب الفلسطيني المطرز كجزء من هويتها.

ورفض الفلسطينيون سـ.رقـ.ة التراث العربي، بينما سارع المصريون على مواقع التواصل لتوضيح أن الفلافل أو الطعمية هي وجبة مصرية قديمة يرجع تاريخها إلى أقباط مصر.

ولجأ الأقباط إلى تلك الأكلة، في الصيام المسيحي كبديل عن اللحوم والأسماك لتعترف لاحقاً بأصوله المصرية، وانتشرت هذه الوجبة من مصر إلى بلاد الشام لاحقاً ثم إلى دول العالم كطبق نباتي بامتياز.

وكذلك الأمر بالنسبة للحمص الذي يشهد أكبر الخلافات الثقافية بين العرب والإسرائيليين، إذ نسبت إسرائيل لنفسها هذا الطبق وخصصت يوماً للاحتفال به هو “اليوم العالمي للحمص” في 13 من مايو/أيار كل عام.

وتستقبل إسرائيل على جدار مطار بن غوريون، المسافرين بإعلان يقول “الحمص طعم إسرائيل”، بينما تزدهر شركات عالمية في صناعته وتقديمه بنكهات مختلفة ومتنوعة عن الحمص المتبل التقليدي.

حلويات الكنافة

ومنها شركة Sabra التي تدعو حر كة مـ.قـ.اطـ.عـ.ة إسرائيل BDS إلى عدم شراء منتجاتها.

أما الكنافة فهي محاولة أخرى أقدمت عليها إسرائيل عندما شرت عبر إعلان لشركة “بازفيد” (إعلان مدفوع من قبل شركة المثلجات “تالينتي جيلاتو”) لتروج أن الكنافة طبق إسرائيلي أيضاً.

وبعد اعتراض العديد من الناشطين على الشبكات الاجتماعية والمدافعين عن الكنافة النابلسية الشهيرة، حذفت الشركة الإعلان، وتروج مطاعم إسرائيلية للكنافة وتضعها على قوائم الطعام باعتبارها حلويات إسرائيلية.