مجلة أمريكية: رؤوساء 3 دول عربية استخدموا آثار بلادهم لتحقيق أهداف سياسية

مجلة أمريكية: رؤوساء 3 دول عربية استخدموا آثار بلادهم لتحقيق أهداف سياسية

لايف بوست – منوعات

نشرت مجلة “نيو لاينز” الأمريكية مقالاً للمؤلفة والصحفية المحررة أوليفيا سنيجي، تحدثت فيه عن الآثار في منطقة الشرق الأوسط التي اسـ.تـ.غـ.لـ.هـ.ا بعض الرؤوساء في صياغة الهوية الوطنية، والـ.سـ.حـ.ر الشخصي الخاص بهم.

ويكون ذلك عبر التـ.مـ.اهـ.ي مع شخصيات الماضي في تاريخ بلدانهم، وحين يتعلق الأمر بالشرق الأوسط وتراثه الثقافي فإن وسائل الإعلام مليئة بالتقارير عن الـ.نـ.هـ.ب، والا.تـ.جـ.ار غير المشروع في القِطع الأثرية.

وفي ملاحظة أكثر إيجابية، إعادة الممتلكات الأثرية، مثل عودة لوح جلجامش، الذي يعود تاريخه إلى 3500 عام ومنقوش عليه كتابات باللغة السومرية، من الولايات المتحدة إلى العراق في سبتمبر (أيلول) 2021.

وبالعودة إلى الوراء 10 سنوات كي نصل إلى أيام الربيع العربي وثماني سنوات قبل ذلك كي نصل إلى أحداث العراق، نجد أن هناك مناطق كثيرة قد شهدت خـ.سـ.ائـ.ر كبيرة، ليس فقط على المستوى البشري، ولكن أيضًا على مستوى التراث الأثري.

وجاءت ذروة الخـ.سـ.ائـ.ر على المستويين في عام 2015 بعد الـ.قـ.تـ.ل الـ.و.حـ.شـ.ي لعالم الآثار خالد الأسعد البالغ من العمر 82 عامًا – الذي كان مسؤولًا عن موقع التراث العالمي لليونسكو السوري في مدينة تدمر لمدة 40 عامًا.

واستدلت المجلة بالشعار المنقوش بالحجر خارج المتحف الوطني لأفغانستان في كابول: «تبقى الأمة على قيد الحياة عندما تظل ثقافتها حية». لكن في هذه الجملة البسيطة تكمن كل التـ.عـ.قـ.يـ.د.ا.ت في الطريقة التي ترى بها الأمة نفسها.

وتمتلك ثلاث دول – العراق، وسوريا، وليبيا – تراثًا استثنائيًّا من المواقع الأثرية القديمة، وكثير من هذه المواقع الآن عرضة للـ.خـ.طـ.ر، وتشترك هذه الدول الثلاث كذلك في خـ.ضـ.و.عـ.هـ.ا فيما مضى لحكم من وصفهم التقرير بالـ.طـ.غـ.اة.

وقد استخدم هؤلاء “بشار الأسد وحافظ الأسد وصدام حسين ومعمر القذافي، التراث الثقافي لهذه البلاد بطرق مختلفة لتحديد الكيفية التي ينظرون من خلالها إلى بلادهم.

وهذا الاستلهام للتاريخ القديم لتشكيل دولهم ليس بالأمر الجديد – فقد نظر مـ.و.سـ.و.لـ.يـ.نـ.ي إلى الإمبراطورية الرومانية، بينما طور هـ.تـ.لـ.ر وجماعته أسـ.ا.طـ.يـ.ر.هـ.م بناء على تاريخ وتراث.

ووصل صدام حسين وحافظ الأسد ومعمر القذافي إلى السلطة في أواخر الستينات والسبعينات من القرن الماضي، وحكموا البلاد لمدة 24 و29 و42 عامًا على الترتيب.

واستلهم هؤلاء جميعًا القومية العربية، لكنهم طوَّروا نهجهم الفردي فيها، و أدرك كل من صدام والأسد قيمة التراث الأثري لبلديهما وعدَّلاه ليناسب التفسيرات الخاصة بهما لما يجب أن يكون عليه حـ.ز.ب البعث، حسبما اعتقدا.

وكلاهما رأى أنه من الضروري توحيد الناس من مختلف المعتقدات واستخدما في ذلك مناظر الطبيعة والماضي الذي تحتضنه المواقع الأثرية في بلادهما.

وكانت علاقة القذافي بالتراث الثقافي الليبي مختلفة تمامًا وتعكس «شخصيته غير المستقرة»، وفقًا لمحمد علي فكرون، الميم في طرابلس.

وكان فكرون قد أنهى دراسته في عام 1986 عندما بدأ العمل في دائرة الآثار الليبية. ويتذكر أنه كان موجودًا عند افتتاح متحف طرابلس الوطني في عام 1988 (حيث أصبح في النهاية أحد مديرِيه)، عندما مَرَّ القذافي بالمكان.

وتوضح الكاتبة نقلًا عن فكرون أن نظرة القذافي للتراث الليبي كانت انتقائية، لكنها مثل نظرة أي د.يـ.كـ.تـ.اتـ.ور آخر، كانت تتماشى مع الرسالة التي أراد إيضاحها.

وتنقل عن فكرون قوله: «تربط ليبيا بين الشرق والغرب، وبين الشمال والجنوب، وهناك أمثلة لكل الثقافات التي كانت حولنا».

وفي سوريا يصف فالتر كيف أسس البعث في السبعينات لجنة لإعادة كتابة التاريخ برؤية علمانية، بحيث يكون الإسلام مجرد تعبير عن الحضارة العربية.

وبهذا المعنى كانت الفترة الأموية من التاريخ مفيدة للبعث بسبب طبيعتها المتعددة.

ويكتب فالتر أن الجامع الأموي في دمشق كان من أفضل الرموز للبعث بسبب سِماته الثقافية السورية على وجه التحديد، أولًا معبد آرامي، ثم معبد روماني، ثم كنيسة، وأخيرًا مسجد.

وظهر المسجد على الأوراق النقدية الأعلى قيمة في سوريا في ذلك الوقت، خلف صورة الأسد. وتضمنت الأوراق النقدية صورًا لقلعة حلب، والمدرج الروماني في بُصرى والملكة زنوبيا ملكة تدمر.

وأظهرت بوضوح رغبة النظام في المزج بين المراجع الثقافية العربية والفخر القومي وقليل من الإسلام، كما كتب فالتر.

وفيما يخص المواقع القديمة في سوريا، كان الأمر كذلك. وكانت بحاجة إلى موافقة النظام، وتَتْبع قصصها الشكل الذي يروِّج له الأسد من القومية العربية العلمانية.

المصادر: مجلة نيو لاينز – ترجمة ساسة بوست