ناموا ثلاثمئة وتسع سنوات.. قصة فتية أهل الكهف وماذا حدث لهم داخل الكهف

ناموا ثلاثمئة وتسع سنوات.. قصة فتية أهل الكهف وماذا حدث لهم داخل الكهف

لايف بوست – منوعات

يعرف أصحاب الكهف بأنهم الفتية الذين آمنوا بالله وتركوا عبادة قومهم عبادة الأوثان وعبدوا الله وحده.

حيث ظهرت مجموعة من الشباب العُقلاء الرافضين للسجود لغير الله، وذلك في إحدى القريات التي ضل ملكها وأهلها عن الطريق المستقيم وكانوا يعبدون مع الله مالايضرهم ولاينفعهم، ويدافعون عنها ولا يرضون أن يمسها أحد بسوء.

وقامت مجموعة الشباب تلك بتحكّيم العقل، ورفضت السجود لغير الله، الذي بيده كل شيء. (إِنّهم فتية آمنوا بربّهم وزدناهم هُدى).

ناموا ثلاثمئة وتسع سنوات.. قصة فتية أهل الكهف وماذا حدث لهم داخل الكهف
ناموا ثلاثمئة وتسع سنوات.. قصة فتية أهل الكهف وماذا حدث لهم داخل الكهف

لم يتوجب على أولئك الشباب تحمل ما يتحمله الرسل في دعوة أقوامهم، إلا أنهم حاولوا إصلاح القوم وهدايتهم.

وحاول الشباب إقناع الناس وطلبوا منهم إقامة الحجة على وجود آلهة غير الله.

إلا أن الظلم الكبير الذي كانوا يتعرضون له دفعهم إلى الهجرة من القرية والنجاة بدينهم وبأنفسهم لمكان آمن يعبدون الله فيه فقرروا مغادرة القرية مع كلبهم والتوجه لكهف مهجور موحش ليكون ملاذاً لهم.

لم يكن اختيار الكهف الموحش الضيق المظلم بالغريب على من ملأ الإيمان قلبه فالمؤمن يرى الصحراء جنة إن أحس أن الله معه.

خرج هؤلاء الشباب طمعاً في رضى الله لكي يتمكنوا من عبادة الله ونيل رضاه.

وبعد وصول الشباب إلى الكهف استلقوا وجلس كلبهم على باب الكهف يحرسه وهنا حدثت معجزة إلالهية.

ونام هؤلاء الفتية الهاربين لطاعة الله وعبادته ثلاثمئة وتسع سنوات وكانوا يتقلبون حتى لا تهترئ أجاسدهم مما يجعل الناظرين إليهم يحسون بالرعب لأنهم نائمون ولكنهم كالمستيقظين من كثرة تقلّبهم.

وخلال هذه الفترة لم تصبهم أشعة الشمس أبداً لأن الشمس كانت تشرق عن يمين كهفهم وتغرب عن شماله إلا أن آثار النوم الطويل كانت بادية عليهم.

استيقظ هؤلاء الفتية بعد هذه المئات الثلاث، من سباتهم الطويل، لكنهم لم يدركوا كم مضى عليهم من الوقت في نومهم فتساءلوا: كم لبثنا؟! فأجاب بعضهم: لبثنا يوما أو بعض يوم.

وشعر الفتية بالجوع الشديد وأرسلوا أحدهم ليشتري طعاماً، ثم يعود إليهم برفق حتى لا يشعر به أحد.

خرج الرجل من الكهف وبدت ملامح الدهشة والاستغراب على وجهه فكل شيء تغير الأماكن والوجوه والبضائع والنقود.

ولاحظ أهل القرية استغراب الرجل وأدركوا أنه غريب، لأن ثيابه التي يلبسها ونقوده التي يحملها مختلفة.

وكان الملك الظالم قد هلك وجاء مكانه رجل صالح وفرح الناس بهؤلاء الفتية المؤمنين كونهم كانوا أول من آمن من هذه القرية.

وبعدما ثبتت معجزة إحياء الأموات واستيقنت قلوب أهل القرية قدرة الله سبحانه وتعالى على بعث من يموت، برؤية مثال واقعي ملموس أمامهم أخذ الله أرواح الفتية.

وبعد موتهم اقترح بعض أهالي القرية إقامة بنيان على كهفهم، والبعض الآخر طالب ببناء مسجد، وهو ماحصل.

ولاتزال بعض الأمور مجهولة حول هؤلاء الفتية كعددهم وفي أي زمان كانوا ولكن ذلك لايهم، إنما المهم أن الله أقامهم بعد أكثر من ثلاثمئة سنة ليرى من عاصرهم قدرة على بعث من في القبور، ولتتناقل الأجيال خبر هذه المعجزة جيلاً بعد جيل.

وقال محمد بن إسحاق بن يسار عن عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد قال : لقد حدثت أنه كان على بعضهم من حداثة سنه وضح الورق.

قال ابن عباس : فكانوا كذلك ليلهم ونهارهم في عبادة الله، يبكون ويستغيثون بالله.

واختلف العلماء في المكان الذي عاش فيه الفتية، لكن الأغلبية رجحت أن المكان الذي عاش فيه أصحاب الكهف هو مدينة “طرسوس”.

وبالفعل فإن هناك كهفاً شديد الشبه بذلك الذي وصفه القرآن الكريم، ويقع على جبل يُعرف باسم “إنسيلوس” أو “بنسيلوس” بشمال غرب “طرسوس”.

وكثُيراً ما كانت المناظرات حول هوية أصحاب الكهف وأين ومتى كانوا يعيشون حافزاً للسلطات لكي تجري المزيد من البحوث بهذا الشأن.

وبرغم التعليقات العديدة، فإن أياً من هذه التعليقات لا يعتبر أكيداً؛ ولذلك فإن أسئلة مثل: “في أى فترة عاش هؤلاء الفتية المؤمنون” و” أين الكهف الذي أخبرنا عنه القرآن الكريم” ظلت دون إجابة واضحة.