مغامرات ورقص وتجارة عن بعد.. فيسبوك تجهز لمنصة رقمية جديدة قد تحدث ثورة في عالم التكنولوجيا

مغامرات ورقص وتجارة عن بعد.. فيسبوك تجهز لمنصة رقمية جديدة قد تحدث ثورة في عالم التكنولوجيا

لايف بوست – تقنية

أكدت شركة التواصل الاجتماعي “فيسبوك” استعدادها لتوظيف 10 آلاف مهندس مختص من دول الاتحاد الأوروبي على مدار السنوات الخمس المقبلة، لهدف تطوير عالم “الكون الفوقي” (ميتافيرس) الرقمي الموازي.

وهذا المصطلح يعني منصة حاسوبية جديدة تَعِد بخلق رابط فعلي بين الناس، لكنّها تثير قـ.لقـ.اً بشأن الخصوصية وسيطرة تطبيقات التواصل الاجتماعي المتزايدة على حياة المستخدمين عبر الإنترنت.

ويسعى مؤسّس الشبكة الاجتماعية الأمريكية العملاقة ورئيسها مارك زوكربيرغ، إلى تحقيق هذا الحلم، وبدأ يحدّث موظفيه عنه في عدة محافل، ويسمى بمشروع “الكون الفوقي” أو “ميتافيرس”، وهو مصطلح يجمع كلمتي “ميتا” و”يونيفيرس” بالإنجليزية.


ويتفاعل المستخدمون عبر الإنترنت مع بعضهم البعض من خلال منصات الوسائط الاجتماعية أو تطبيقات المراسلة، غير أنّ عالم “ميتافيرس” يرتكز على خلق مساحات جديدة على الإنترنت يمكن أن تكون فيها تفاعلات الناس متعدّدة الأبعاد.

و يمكّن هذا العالم المستخدمين من التفاعل المباشر مع المحتوى الرقمي بدلاً من مجرد مشاهدته ويعتبر نوعاً من البدائل الرقمية للعالم المادي، والذي يمكن الوصول إليه عبر الإنترنت ويهدف إلى زيادة التفاعلات البشرية عبر الإنترنت، خصوصاً بفضل تقنيتي الواقع الافتراضي والواقع المعزّز.

وبدلاً من مجرّد الجلوس أمام جهاز كومبيوتر، قد يحتاج الشخص فقط لنظارة أو جهاز يوضع على الرأس حتى يتمكّن من دخول عالم افتراضي قد يوفّر، على سبيل المثال، إمكانية الرقص مع أشخاص على بُعد آلاف الكيلومترات، أو شراء وبيع سلع أو خدمات رقمية لم يُخترع الكثير منها بعد، أو القيام بمغامرة معينة، أو تجربة أداء وظيفة ما.

وتُعتبر “فيسبوك” بالفعل من الشركات الرائدة عالمياً في مجال الواقع الافتراضي من خلال خوذة “أوكولوس”، التي تنتجها شركة تحمل الاسم نفسه استحوذت عليها المجموعة عام 2014 مقابل ملياري دولار.

و الشركة الأمريكية العملاقة ليست الوحيدة التي تراهن على هذا العالم الافتراضي، فشركة “إبيك غايمز” المطوّرة للعبة “فورتنايت”، أعلنت تخصيص قسم من الأموال التي جمعتها هذه السنة من مستثمريها والبالغة مليار دولار، لـ”ميتافيرس”.

ومع أن الأمر قد يبدو وكأنّه مجرّد نسخة مطوّرة من تقنية الواقع الافتراضي، لكنّ مختصّين يعتقدون أنّ “ميتافيرس” سيكون بمثابة ثورة إلكترونية جديدة تُغيّر مستقبل الإنترنت.

وعكس تكنولوجيا الواقع الافتراضي، المتاحة حالياً بشكل كبير في تطبيقات الألعاب، وفق خبراء سيُمكن “الكون الفوقي” عملياً القيام بأي شيء، كالعمل أو اللعب أو الحفلات الموسيقية أو رحلات السينما أو مجرّد التسلية.

ويُرجِع مراقبون الاهتمام المتسارع بتكنولوجيا “الكون الفوقي” بعد الأزمة الصحية التي تسببت ببقاء الناس في المنزل، واتّجاه أغلبهم للعمل والدراسة عن بُعد، فأصبح هناك طلب متزايد على طرق لجعل التفاعل عبر الإنترنت أكثر واقعية.

والميزة الرئيسية للميتافيرس ستتمثّل في الشعور بالوجود فعلاً مع الناس” و الأمر لا يقتصر على توفير “تجربة جديدة رائعة”، بل يؤدّي كذلك إلى إصدار “موجة اقتصادية يمكن أن تؤمّن فرصاً للناس في العالم كلّه”.

وبالفعل تمضي إدارة الشركة العملاقة، التي تتخذ من كاليفورنيا مقراً لها، نحو ريادة هذا المجال، في وقتٍ تواجه فيه صعوبات غير مسبوقة، وتحتاج إلى إعادة تحسين صورتها جرّاء اتـ.هـ.امـ.هـ.ا بـ.تـ.جـ.اهـ.ل الآثار الاجتماعية الـ.سـ.لـ.بـ.يـ.ة لأنشطتها، حسب مراقبين.

وكان آخر ما سُجِّل في سلسلة الاتـ.هـ.ا.مـ.ا.ت الموجّهة إلى الشركة الأمريكية، اتـ.هـ.ا.م الموظفة السابقة في “فيسبوك” فرانسيس هوغن، الشبكة بأنّها تجعل المـ.ر.ا.هـ.قـ.يـ.ن يـ.د.مـ.نـ.و.ن استخدام منصاتها.

واعتبر المسؤولان الكبيران في المجموعة التي تضمّ حالياً 63 ألف موظف، في مقال أنّ “هذا الاستثمار هو بمثابة منح الثقة لـ.قـ.وة صناعة التكنولوجيا الأوروبية وإمكانات المواهب التقنية الأوروبية”.