مزحة بشعة من ترامب تدعــ.و لإشــعال حــ.رب بين روسيا والصين

في الوقت الذي تشتد فيه الأزمـة بين روسيا وأوكرانيا، وصف دونالد ترامب خطوات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنها “ذكية وعبقرية”، طارحا استراتيجيته الخاصة للفوز بالحـــرب.

وفي خطاب ألقاه في نيو أورلينز ليلة السبت، فكر الرئيس الأمريكي السابق في أنه يمكن ببساطة وضع الأعلام الصينية على طائــرات F-22 الخاصة بالقــوات الأمريكية، ثم قصـــ.ف روسيا، مما يؤدي إلى نشوب صــ.راع بين هذين البلــ.دين الحليفين.

وقال ترامب، وفقا لتسجيل حصلت عليه صحيفة “واشنطن بوست”: “ثم نقول، لم نفعل ذلك، الصين فعلت ذلك، وبعد ذلك يندلع قتــ.ال مع بعضهم البعض ونجــ.لس ونراقبهم”.

ضحك الجمهور على “مزحة” ترامب، لكن الفكرة في حد ذاتها تنتهــ.ك القانون الــ.دولي. هذا إذا كان بإمكانك فعلا تجاوز فكرة أن روسيا لن تلاحظ طائرات F-22 الأمريكية، وهي طائرة معروفة للغاية ولا يستخدمها الصينيون.

وتقول “واشنطن بوست” إنه ربما كانت هذه نكتة أو مزحة من ترامب، لكنه بالتأكيد يشكل حديثا فضفاضا جدا من الرجل الذي خدم كقــ.ائد أعلى للقوات الأمريكية لمدة 4 سنوات، ويمكنه أن يشغل المنصب مرة أخرى يوما ما.

وهذه ليست المرة الأولى التي يقترح فيها ترامب أمورا قد تتعــ.ارض مع القانون. بالعودة إلى عام 2020، تحدث عن قصـ.ف المواقع الثقافية الإيرانية، مما أطلق سلسلة من التأكيدات من كبار مسؤولي الإدارة بأن الجيش الأمريكي لن يفعل شيئا كهذا.

وفي هذا الصدد، نقلت الصحيفة الأمريكية بعض الآراء القانونية حول تصريحات ترامب، حيث قالت لوري آر بلانك، الخبيرة في القانون الدولي بكلية الحقوق بجامعة إيموري: “يحظر استخدام علم دولة محــ.ايدة أو أي دولة أخرى ليست طرفا في النــ.زاع.. هذه الفكرة ستدخل الولايات المتحدة في الصــ.راع، لأنها ستنخرط بالفعل في عمليات عسكرية ضد روسيا، وتنتهك القاعدة التي تحظر استخدام أعلام أو شعارات أو شارات الدول المــ.حايدة أو الدول غير الأطراف في النــ.زاع”.

وأضافت: “من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد الصــ.راع بشكل كبير، والقواعد الخاصة بالحياد والدول المــ.حايدة مصممة لمنع ذلك بالضبط”.

واستشهدت بلانك بالمادة 39 من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف لعام 1949، والتي تنص على أنه “يحــ.ظر في نــ.زاع مسلح استخدام الأعلام أو الشعارات أو الشارات أو الأزياء العسكرية للدول المحايدة أو الدول الأخرى غير الأطراف في نــ.زاع”.

ويرى خبراء آخرون أن الفكرة التي طرحها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تبدو شبيهة بالغــ.در. حيث قال ويليام سي بانكس من جامعة سيراكيوز: “خدعة كهذه هي غــ.در وتنتــ.هك القانــ.ون الإنساني الدولي”.

على الرغم من ذلك، أشار مايكل أي نيوتن من جامعة فاندربيلت إلى أن الغدر يتعامل عموما مع إساءة استخدام علم العــ.دو، وليس علم طرف ثالث.

وقال نيوتن: “من المبالغة القول إن إساءة استخدام العلامات الصينية سيكون في الواقع غدرا بالمعنى القانوني لأنهم ليسوا حتى طرفا بعيدا في النــ.زاع.. من المرجح أن يتسبب ذلك في حدوث ارتبــ.اك بين القــ.وات الروسية، مصحوبا بالطبع بمقاطع فيديو فورية لإظهار مدى عدم حكمة مثل هذه الاستراتيجية”.

وأشارت روزا بروكس من جامعة جورج تاون، إلى أنه على الرغم من تعقيد القانون، فإن “الإجابة المختصرة هي أن وضع شارة دولة أخرى على قاذفــ.ات القــ.نابل الأمريكية سيكون غــ.ير قانوني”.

وفي وقت سابق، أكدت الولايات المتحدة على حظر استخدام أعلام الدول المحايدة في كتــ.يباتها العسكرية. ويقول دليل البــ.حرية الأمريكية، على سبيل المثال، إن السفن في البحر يمكن أن تستخدم العلامات للخــ.داع عندما لا تشارك في القــ.تال.

ولكن في الجو “يحظر في القــ.تال استخدام العلامات الزائــ.فة أو المــ.خادعة لإخفاء الطائــ.رات العســ.كرية المــ.حاربة باعتبارها من جنسية محايدة”.

المصدر: washingtonpost