ما لا تعرفه عن ياسين بقوش الليبي بثياب دمشقية صاحب شخصية ياسينو المحبوبة على الشاشة

ياسين عبد القادر بقّوش، ممثل سوري ليبي الأصل، اشتهر فنياً بأداء الشخصية الكوميدية المحبوبة “ياسينو” على الشاشة الفضية.

 

اشتهر في مسلسلي “صح النوم” و”ملح وسكر” مع دريد لحام ونهاد قلعي، وبعض الأفلام السينمائية.

 

ولد بقوش في حي الصالحية الدمشقي عام 1938، وفي ذات الحي درس في “المدرسة الأيوبية” إحدى أقدم المدارس السورية.

 

مع ظهور التلفزيون في الوطن العربي وانتشار الأعمال الفنية بين محطاته، ومن بينها الأعمال السورية، التي شارك فيها ياسين إلى جانب دريد لحام ونهاد قلعي.

 

تعرّفت سيدة تقيم في منطقة زوارة على الحدود الليبية التونسية على ياسين، وأدركت أنه ابن أخيها الذي غابت أخباره عنها منذ سنوات.

 

يتحدث بقوش عن تلك المصادفة الغريبة، التي عرف من خلالها أنه ليبي الأصل، وليس دمشقياً.

 

ويقول عن ذلك: راسلتني عمتي بعدما شاهدتني على شاشة التلفاز، وتمكنت من المجيء إلى دمشق عام 1976.

 

ويضيف: “تعرّفت إليّ وإلى إخوتي، وعرفت حينها أننا من منطقة زوارة”.

 

كان لبقوش تحفظات كثيرة على زملائه في الوسط الفني، ومنهم دريد لحّام، الذي كان يريد أن يصبح أستاذاً على بقوش، كما قال في مقابلاته.

 

قال بقوش في مقابلة له مع “الشرق الأوسط” عن دريد لحام “في السابق كان هناك خلدون المالح مخرجاً ونهاد قلعي كاتباً، وبعد أن أحبوه وتركوه أراد أن يعمل أستاذاً وهذا لا يناسبني، خاصة أن الدراما عمل جماعي وليس فردياً ولا توجد فيها “أستذة”.

 

تلك التحفظات جعلته مهمشاً في وسطه الفني، كما يقول الفنان عبد الحكيم قطيفان في مقابلة مع “الجزيرة”، وحوّلت بساطته في الفن إلى واقع يعيشه وإلى فقر.

 

وكباحث عن ذاته، اكتشف بقوش اهتمامه بالفن وسعى خلفه حتى حصل على فرصته الأولى في المسرح الحر بعد تأسيسه عام 1956.

 

ثم اتّجه إلى المسلسلات الإذاعية وقدّم في عام 1958 مسلسلاً إذاعياً من إذاعة دمشق باسم “متعب أفندي” للمرحوم حكمت محسن والمخرج تيسير السعدي.

 

ثم قدم نادي الأطفال من الإذاعة، كما قال لصحيفة “الاتحاد” الإماراتية.

 

ليتّجه بعدها ولأول مرة إلى التلفزيون، عبر مسلسل “رابعة العدوية” عام 1961. أي بعد عام واحد من تأسيس التلفزيون السوري، وحينها كان الاستديو في جبل قاسيون.

 

بعد مشاركته في المسرح الحر انتقل بقوش عام 1960 إلى “مسرح العرائس” الذي كان يديره عبد اللطيف فتحي “أبو كلبشة”.

 

ثم انتقل في ذات العام إلى المسرح القومي، وأصبح عضواً فيه، وقدّم على خشباته إحدى أشهر المسرحيات إلى يومنا هذا، وهي “سهرة مع أبو خليل القباني” للكاتب سعد الله ونوس وإخراج أسعد فضة.

 

وفي عام 1968 أسّس بقوش مع عمر حجو “مسرح الشوك”، كما قال، ثم تبناه دريد لحام عام 1969، وقدّم أول عرض بعنوان “مرايا”، وحمل العرض الثاني اسم “جيرك”، والعملان من إخراج دريد، أما العرض الثالث فكان “براويظ” أخرجه أسعد فضة·

 

وفي عام 1974 وبعدما توقف “مسرح الشوك” أقام ياسين شراكة فنية مع المخرج يوسف حرب وشكلا فرقة تحت اسم “التجمع النقابي”، وقدما معاً أكثر من 30 مسرحية، منها “الليلة عرسي” و”حبي ومستقبل غيري” و”زوجتي مليونيرة” وحققت هذه المسرحيات نجاحاً شعبياً كبيراً.

 

قدّم بقوش مع المخرج شكيب غنام مسلسل “زقاق المايلة” عام 1972، ليشارك بعدها في ذات العام بمسلسل “صح النوم” بدور جديد، بداية شخصية “ياسينو” استمر معه طويلاً.

 

ورغم أنه اعتذر في البداية عن دور ياسينو، بسبب انشغاله بمسرح الشوك، لكنه لاحقاً وافق عندما أقنعه كاتب المسلسل نهاد قلعي (صاحب شخصية حسني بورظان) بأن شخصيته ليست بعيدة عن مسرح الشوك، وأنها تجسّد الشعب العربي الطيب.

 

وبسبب نجاحها، التصقت الشخصية بياسين بقوش، وامتدّت لتشمل مسلسلات أخرى منها “ملح وسكر” (1973) و”وين الغلط” (1979)، مروراً بـ”لكل الناس” (1980) و”تلفزيون المرح” (1981) و”وادي المسك” (1982)، ,”عريس الهنا” (1984) وصولاً إلى “ياسين تورز” (1966).

 

فك  بقوش ارتباطه بشخصية “ياسينو” بعد 29 عاماً، منذ تجسيده دور ياسينو في “صح النوم” عام 1972، حيث جسّد شخصية جديدة في مسلسل “البطراني” عام (2001)، ومسلسل “تلاميذ آخر زمن” الذي عُرض في نفس العام، وفي 2003 شارك في “سيف بن ذي يزن” مع أسعد فضة وعبد الحكيم قطيفان وقيس شيخ نجيب.

 

وشارك في مسلسل “بهلول أعقل المجانين – الجزء الثاني” (2008) ثم مسلسل كوميدي أخير عام 2011، هو “صايعين ضايعين”

 

شارك  بقوش إن كان بشخصيته “ياسينو” أو بشخصيات أخرى في أفلام مثل “غزلان” (1969) و”الثعلب” (1971) و”مقلب حب” و”شقة ومليون مفتاح” و”رحلة حب” (1972) و”عروس من دمشق” (1973) و”عنترة فارس الصحراء” و”غوار جيمس بوند” و”الغجرية العاشقة” و”النصابين الخمسة” و”غراميات خاصة.” (1974).

 

ثم في عام (1975) شارك في “المزيفون” و”الاستعراض الكبير” و”صح النوم” و”العندليب”، حتى قدم في عام 1980 “حارة العناتر” و”تفضلوا ممنوع الدخول” و”أمطار صيفية (1984).

 

لكنه كما كثيرين توجّه إلى التلفزيون تاركاً أعواماً طويلة من دون سينما، ليعود في “حارة التنابر” (2000)، و”الرجل الضاحك” (2002)، ثم في فيلم “نصف ميليغرام نيكوتين” (2009) وأخيراً في فيلم “دمشق مع حبي” (2011).

 

في عام 2012، اعتُقل ياسين بقوش بعد جدال وقع مع دورية لشرطة المرور، وكانت التهمة استهزاءه بالسلطة، وأودع في سجن عدرا و أطلق سراحه بعد ثلاثة أشهر على إثر تدخل نقابة الممثلين وزملائه الممثلين الذين تدخلوا لحل الأمور وبالتالي الإفراج عن بقوش.

 

وفي عام  24 شباط 2013، قُتل ياسين بعد تعرض سيارته لقذيفة “آر بي جي” في حي العسالي بمخيم اليرموك في دمشق.

 

وبعد وفاته منح النظام الراحل وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة، لإنجازاته في الفن، على أن يتم تسليم الوسام إلى ورثته، بحسب وكالة “سانا”.