لماذا يفترض الرجال أن المرأة الجميلة والجذابة أقل ذكاءً؟

إذا كانت هناك علاقة بين المظهر والذكاء ،فيجب أن يكون كل من الأشخاص ذوي المظهر الجيد والأشخاص القبيحين لديهم معدل ذكاء أعلى.

والسبب في ذلك هو حقيقة أن بعض الجميلات يجب أن يتمتعن بمعدل ذكاء مرتفع من أجل الحصول على الوظيفة التي يريدونها. قد لا يبدو الآخرون ذوو الوجوه الأقل جاذبية مثل عارضات الأزياء ،لكن أدمغتهم متطورة جيدًا لأنهم ولدوا في أسر متميزة حيث كان التعليم موضع تقدير كبير. قد يكون البعض ذو المظهر المتوسط أو أقل من المتوسط أيضًا ذكيًا جدًا لأنهم

قصة من رحم الواقع

تعرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ فترة لانتقادات بسبب تعليقٍ اعتبره الكثيرون إهانةً لمراسلة أمريكية، حيث أشار إلى مظهرها الجسدي حين رد على سؤالها حول مزاعم استخدام روسيا لإمدادات الغاز كسلاح ضغطٍ على أوروبا.

حدث ذلك خلال مقابلة على الهواء مباشرة في موسكو، حين ضغطت مراسلة قناة سي إن بي سي هادلي جامبل على بوتين للرد على مزاعم بأن روسيا خفّضت إمدادات الغاز إلى أوروبا من أجل رفع الأسعار، وهو اتهام نفاه بوتين بشكلٍ قاطع ووصفه بأنه “محض هراء”.

لكن حين سألته المراسلة كيف يمكن لأوروبا أن تثق بروسيا كمورّد موثوق للطاقة في ضوء استجابتها البطيئة لأزمة الغاز. أجاب بوتين: “امرأة جميلة، أقول لها شيئًا واحدًا. وتقول لي على الفور عكس ذلك، كما لو أنها لم تسمع ما قلته”، قال بوتين هذه الجملة وهو ينظر إلى الجمهور.

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد اتهمت وسائل الإعلام الحكومية الروسية المراسلة الأمريكية بالتصرف “كأداة جنسية” لتشتيت انتباه الرئيس فلاديمير بوتين، وقالوا إن المراسلة هي جزء من “عملية خاصة” ينفذها الأمريكيون.

العديد من وسائل الإعلام اعتبرت عبارة “امرأة جميلة” التي قالها بوتين إهانةً للمراسلة الأمريكية، وذلك لأن العديد من الرجال والنساء يعتقدون أن المرأة الجميلة والجذابة ليست ذكية وأن كل ما يهمها في الحياة هو الحفاظ على جمالها، هذه صورة نمطية سلبية عن المرأة يمكن ملاحظتها في العديد من المجتمعات.

هل النساء الجميلات أقل ذكاءً؟

بكل تأكيد، لا علاقة بين الشكل الخارجي ومستوى الذكاء، ففي المدارس والجامعات وأماكن العمل، ستجد الكثير من النساء الجميلات المتفوقات والناجحات. هناك الكثير من الأمثلة الشهيرة، إليك بعضًا منها:

هيدي لامار

هيدي لامار هي واحدة من أجمل النساء في هوليوود. خلال الحرب العالمية الثانية، ساعدت في تطوير نظام توجيه لاسلكي ثوري للطوربيدات التي يمكن أن تتجنب التشويش من قبل العدو، وهي تقنية كانت سابقة لعصرها وتستخدم حتى الآن، ولم يتم اعتمادها حتى الستينات، ومنذ ذلك الحين، تم دمجها في تقنيات متنوعة مثل نظام تحديد المواقع GPS وتقنية البلوتوث.

حين تنظر لصورة هيدي لامار الدعائية، لن يصدق معظم الناس أنها كانت مخترعة موهوبة. لأنهم اعتادوا على أن يربطوا بين الجمال ونقص معدل الذكاء.

كاتي بومان

هذه المرأة الجميلة غنية عن التعريف، فقد تمكنت من تصوير شيء في الفضاء كان جميع العلماء يعتقدون أنه لا يمكن رؤيته وتصويره.

كانت كاتي بومان طالبة دكتوراه في علوم الكمبيوتر والذكاء الاصطناعي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، عندما قادت جهودًا لمدة ثلاث سنوات أدت في النهاية إلى التقاط أول صورة حقيقية لثقب أسود.

جدير بالذكر أن كاتي كانت تنسق وتشرف على عمل فريق مكون من 200 باحث موزعين في كل القارات لتحقيق إنجازها.

ما سبب هذه الصورة النمطية؟

لا يوجد تفسير مؤكد لهذه الصورة النمطية التي تلاحق الكثير من النساء الجميلات والناجحات في الحياة العملية مثل مراسلة سي إن بي سي هادلي جامبل، هناك في الحقيقة عدة فرضيات وسوف نستعرض بعضها في السطور التالية:

تأثير وسائل الإعلام

الدور السلبي الذي تلعبه وسائل الإعلام قد يكون سببًا أو عاملًا يعزز الصورة النمطية للمرأة، فعلى شاشات التلفاز وشبكة الإنترنت، يتم التركيز بشكلٍ صريح على الجاذبية الجسدية والجنسية، وعلى مظهر المرأة الخارجي كعامل أساسي لجذب الانتباه، هذا يجعل الكثير من الرجال يفترضون أن قيمة المرأة تكمن فقط في مظهرها وشكلها وجاذبيتها. وليس في ذكائها أو الإنجازات التي حققتها.

اعتماد المرأة على جمالها

بعض الناس يعتقدون أن النساء الجميلات لسن ذكيات وأنهن يستخدمن جمالهن للحصول على ما يردنه، مثل النجاح في الجامعة من خلال ممارسة الجنس مع المدرسين، أو الحصول على وظيفة أفضل من خلال إغواء صاحب العمل، لكن ذلك لا يشكل سوى حالات نادرة جدًا ومن غير المنطقي أن نفترض أن كل فتاة جميلة تتخرج من الجامعة أو تحصل على وظيفة جيدة قد استغلت جمالها وقامت بإغواء الرجال لتحقيق نجاحها.

الغيرة

قد تفسر الغيرة هذه الصورة النمطية. فنحن البشر نشعر بالغيرة حين نجد أحدًا يمتلك مجموعة من الصفات لا نملكها، مثل الجمال والذكاء في آنٍ معًا، من المريح أن نقول “حسنًا، إنها فتاة جميلة، لكنني أكثر ذكاءً منها”، من الصعب للغاية أن نعترف بأن شخصًا ما قد تغلب علينا. والافتراض بأن الرجل الجميل أو المرأة الجميلة أقل ذكاءً منّا قد يريحنا نفسيًا.

التربية

يقترح بعض خبراء علم النفس أن المشكلة تكمن في نظرتنا للأشياء الجميلة والممتعة على أنها غير مفيدة أو غير عملية أو غير جديرة بالاهتمام.

هذا الاعتقاد الخاطئ يعود إلى الرسائل التي ينقلها الآباء إلى أطفالهم، فكر فيما يحدث عندما يريد الطفل أن يفعل شيئًا ممتعًا ويجده الآباء خطيرًا، مثل القفز على الأريكة. من المرجح أن يقولوا للطفل: “لا تفعل ذلك، سوف تسقط وتؤذي نفسك”، مثل هذه الرسالة تؤكد للطفل أن هناك علاقة سلبية بين ما يجده الطفل ممتعًا، وما يعتقده الآباء خطيرًا.

لنأخذ سيناريو آخر كمثال، حين لا يرغب الطفل بالقيام بشيء لأنه ممل، مثل كتابة الواجب المنزلي، سيقول الآباء: “فقط الأطفال الذين يؤدون واجباتهم المدرسية سينجحون في الحياة”، مثل هذه العبارات تشكل في ذهن الأطفال ارتباطًا سلبيًا بين المتعة والنجاح في الحياة. فيشعر الطفل أن أي شيء ممتع سيكون بلا قيمة وقد يجعله يفشل في حياته، وأن الوسيلة الوحيدة للنجاح هي القيام بأعمال مملة غير ممتعة.

بناءً على هذا الاعتقاد، من الواضح أننا منحازون ثقافيًا نحو تقليل قيمة الأشياء المبهرة والممتعة، والنتيجة هي افتراض أن النساء الجميلات أقل ذكاءً أو قدرة على النجاح. غالبًا ما يتم تبرير ذلك بأن الجميلات يعتمدن على مظهرهن ولا يكلفن أنفسهن عناء تنمية المعرفة أو الذكاء، لكن بالطبع هذا تحيز واضح.

المصدر: أرجيك