قصة سوري أمضى أكثر من نصف عام من حياته داخل مطار وتدخلت دولة لحل مشكلته

قصة سوري أمضى أكثر من نصف عام من حياته داخل مطار وتدخلت دولة لحل مشكلته

لايف بوست – منوعات

مع أن وقتاً طويلاً مضى على هذه القصة، إلا أنها حتى اليوم تتردد بشكل شبه يومي، بسبب غرابتها، وبطلها مواطن سوري أمضى 8 أشهر من عمره داخل مطار في ماليزيا.

وفي يوليو/تموز الماضي، استعرضت صحيفة الغارديان، قصة المواطن السوري، حسن القنطار، وتجربته الشخصية قبل أن يحصل على حق اللجوء إلى كندا.

وكان القنطار يعمل مدير تسويق لشركة تأمين في أبوظبي، وكان قد غادر سوريا قبل خمس سنوات، وهو في سن الـ25 من عمره.

لكن في ضوء إلزامية الخدمة العسكرية في سوريا، كان عدم عودته إلى بلاده متوقعة بسبب الظروف التي تمر فيها.

ويذكر ذلك بقصة الفيلم الهوليوودي الشهير «The Terminal» للنجم توم هانكس، والذي يحكي قصة مشابهة عن مواطن إحدى دول شرق أوروبا.

و بعد شهدت بلاده هانكس انقلاباً عسكرياً يتسبب ذلك في عدم اعتراف العالم بدولته، ويظل بطل القصة عـ.الـ.قًـ.ا في أحد مطارات أمريكا لشهور عدة.

ويروي القنطار قصته قائلاً: “عندما رفضتُ الالتحاق بالجيش، رفضَتْ السفارة السورية تجديد جواز سفري. ومن دونه، لا يمكنني تمديد تأشيرة عملي”.

وتابع: “ولذلك خسرت وظيفتي. وخلال السنوات القليلة التي أعقبت ذلك، أُجبرتُ على العيش بعيدًا عن الأنظار، وبقيتُ في الإمارات العربية المتحدة على نحو غير قانوني”.

ويضيف القنطار: “بِعتُ متعلقاتي وعملتُ خارج الإطار القانوني متى استطعتُ إلى ذلك سبيلًا، وكنت أنام في حدائق عامة أو في بئر السلم”.

ويردف: “في نهاية عام 2016، ألقت الشرطة القبض عليَّ أخيرًا. وبعد شهرين في سـ.جـ.ن احـ.تـ.جـ.از المهاجرين، رحَّلتني السلطات الإماراتية إلى ماليزيا”.

وماليزيا هي واحدة من الدول القليلة التي تسمح للسوريين بتأشيرة وصول، لكنها ليست طرفًا في اتفاقية الأمم المتحدة للاجئين لعام 1951.

وللأسباب المذكورة لم يتمكن حسن من طلب اللجوء هناك وكان مضطرًا للمغادرة في غضون 90 يومًا. وكان عليه أن يجد بلدًا يسمح له بالدخول.

ولهذا اشترى القنطار تذكرة بقيمة ألفي دولار إلى الإكوادور، وجَمعتْ والدته وأخته قيمة هذه التذكرة من خلال بيع قلائدهما الذهبية.

وفي يوم الرحلة، رفض مشرف الخطوط الجوية التركية السماح له بالصعود إلى الطائرة؛ ولم يذكر سببًا، وبسبب عدم قدرته على استرداد أموال تذكرته، اشترى تذكرة إلى كمبوديا في محاولة أخيرة لمغادرة البلاد.

ووصل حسن إلى مطار بنوم بنه الدولي في كمبوديا، لكن السلطات رفضت دخوله وأعادته إلى ماليزيا على الطائرة نفسها، و لم يتمكن من دخول ماليزيا نظرًا إلى أنه مُرحَّل.

وحتى يجد حلًّا آخر، كان لزامًا عليه البقاء في المنفى في صالة الوصول في مطار كوالالمبور ويقول حسن عن ذلك: أعطاني اثنان من المصريين، اللذان رُحِّلا من كوريا الجنوبية قبل خمسة أيام، بطانية رقيقة ودَلَّاني على المكان الذي يمكن أن أنام فيه”.

ويردف: “كانت الأرضية باردة وقاسية، وكنتُ لا أزال مستيقظًا في تمام الساعة الثانية صباحًا عندما جاء ضابطا شرطة لاستجوابي. وسرعان ما اعتدتُ على الزيارات المستمرة من مسؤولي المطار”.

وحين ذهب المصريان بقي السوري وحيدًا. وقضى كثيرًا من وقته في التعامل مع المشكلات اليومية، مثل كيفية الاستحمام وتنظيف ملابسه وشحن هاتفه المحمول.

وتحملتْ شركة طيران آسيا مسؤولية إطعامه (إذ كان راكبًا رسميًّا) وكانت الشركة تترك له وجبة طيران ثلاث مرات في اليوم، لكنها كانت دائمًا هي نفسها: الدجاج والأرز وفق القنطار.

واستطاع حسن أخيراً الاتصال بمجموعة من الكنديين الذين ساعدوه على ضمان توفُّر كل ما يحتاجه، والعمل بلا كلل حتى يتمكن في نهاية المطاف من طلب اللجوء إلى كندا.

ويعمل القنطار حالياً لدى الصليب الأحمر الكندي، ويساعد في منظمة تدعى «Operation Not Forgotten»، والتي تعيد توطين اللاجئين. ويأمل من خلال سرد قصته أن يساعد الناس على فهم معنى أن تكون سوريًّا في عالم لا يرحب بالسوريين أو يمد لهم يد العون.