عاش طفولته كعبد يُباع ويُشترى وبذكائه أصبح من أعظم قادة المماليك.. قصة الظاهر بيبرس وأبرز المعلومات عنه

عاش طفولته كعبد يُباع ويُشترى وبذكائه أصبح من أعظم قادة المماليك.. قصة الظاهر بيبرس وأبرز المعلومات عنه

الظاهر بيبرس، سلطان عظيم لقب بـ “ركن الدين” و “أبو الفتح” وكان المؤسس الحقيقي لدولة المماليك، والسلطان الرابع لها، وعرف بحكمه للشام ومصر.

اسمه الكامل ركن الدين بيبرس العلائي البندقداري الصالحي النجمي، وعرف بإنجازاته التاريخية وانتصاراته العسكرية، ولقبه الملك صالح نجم دين أيوب في دمشق بـ ركن الدين.

ويقال إن أصوله تركية، من “كازاخستان”، ولكن لا يوجد تفاصيلٌ دقيقةٌ حول نشأته والسنوات الأولى من حياته، وتتفق الكتب على أنه كان عبداً يباع في طفولته.

وقد تجول به تاجر من حماة وحاول بيعه للملك منصور لكن لم يعجبه، وأعاده لينتقل إلى سوق الرقيق في دمشق، وهو في عمر الـ 14 عاماً فقط.

وحاول التاجر المصاحب له بيعه مرةً أخرى إلا أنه لم ينجح في ذلك لأن من أراد شراءه وقتها قرر تغيير رأيه وإعادته، فاشتراه الأمير علاء الدين أيدكين البندقداري.

وبعد فترةٍ من الزمن تمت مصادرة ممتلكات علاء الدين في سلسلةٍ من الأحداث التاريخية، لينتقل بيبرس بعدها إلى القاهرة من أجل خدمة الملك صالح نجم الدين أيوب، وهو السلطان الأيوبي الشهير المعروف بلقب “أبي الفتوح”.

وحين انتقل إلى أيدي نجم الدين أيوب، حاز أخيرًا على حريته بعد أن أعتقه ورأى فيه من التميز ما يكفي لمنحه منصب الإمارة، ومن هنا بدأ مشواره في التدرج نحو قمة المماليك.

استطاع الظاهر بيبرس التميز بشكلٍ واضحٍ في واقعة المنصورة، فقد كانت هذه الواقعة على شفا الخسارة أمام الصـ.لـ.يـ.بـ.يـ.يـ.ن الذين قاموا بحملة مفاجئٍة أدت لخسارة قائد الجيش فخر الدين بن الشيخ.

لكن بيبرس حينها رسم خطةً محكمةً وقاد الجيش نحو الانتصار، وفي تلك الفترة الزمنية ودع السلطان صالح أيوب الحياة وحدثت سلسلةٌ من الخلافات حول تولي الحكم بعده.

ولم يكن هنالك موافقةٌ عامةٌ على استلام زوجته “شجرة الدر“، لذلك تزوجها عز الدين أيبك ليستلم الحكم واستطاع الانتصار في مواقع كثيرةٍ وكبر نفوذه بسرعة.

وأثناء هذه السلسلة من الوقائع، خرج الظاهر بيبرس من مصر وتزوج من امرأةٍ شهرزورية، لكن نتيجة الخلافات بين الناصر يوسف والسلطان أبيك، تعرض المماليك للـ.هـ.جـ.وم وقتها وحاولوا الهرب لكن تمت محـ.اصـ.رتـ.هـ.م.

وكان أمام الناصر فرصة القبض عليهم، لكن بيبرس كان ذكيًا فهرب وتوجه إلى الناصر بنفسه في قلعة الكرك، وقرر الناصر وقتها العفو عنه واستقباله.

عاد بيبرس إلى مصر في 1260 وحاز على منصب الوزير وتعاون مع السلطان سيف الدين قطز في مـ.حـ.اربـ.ة المـ.غـ.ول، واشتهر وقتها بتخطيطٍ دقيقٍ وذكيٍّ لواقعة عين جالوت التي فاز فيها جيشه على المـ.غـ.ول وتم التخلص من قائد الجيش المـ.غـ.ولي.

وجرى بعد ذلك خلاف بين الظاهر بيبرس وقطز وكان هنالك خطةٌ بين الأمراء، و شارك بالخطة بيبرس للتخلص من قطز، وبالفعل عندما فعل ذلك كان هنالك حيرةٌ في اختيار الملك الجديد لمصر، ولكن الاعتماد في النهاية كان على بيبرس.

و لقب بيبرس نفسه في بداية حكمه بـ “الـ.قـ.اهـ.ر” لكن عدله إلى “الظاهر” بعد أن أوصاه وزيره بالاستغناء عن هذا اللقب لأنه لم يجلب بالخير لمن لقب نفسه به على مر التاريخ.

ودع الظاهر بيبرس الحياة في بداية شهر مايو من سنة 1277 بعد أن استمر حكمه نحو 17 سنة، وتم دفـ.نـ.ه في المكتبة الظاهرية الموجودة في دمشق التي تعتبر من أهم المكتبات العربية.