روسيا من الممكن أن تتخلف عن سداد ديونها لأول مرة منذ 1998

تسير روسيا على حافة التخلف عن سداد ديون سيادية، وهو ما قد يحدث قريبًا، فمن المفترض أن تدفع موسكو 117 مليون دولار على سندات مقومة بالدولار الأربعاء، وهي الفائدة الأولى منذ فرض الغرب عقوبات على موسكو بسبب أوكرانيا، الأمر الذي أثار مخاوف من احتمال تخلف روسيا عن السداد.

تدين الحكومة الروسية بنحو 40 مليار دولار من الديون المقومة بالدولار الأميركي واليورو، ونصف هذه السندات مملوك لمستثمرين أجانب، وفقًا لصحيفة The New York Times. وقد تراكمت على الشركات الروسية نحو 100 مليار دولار من الديون بالعملات الأجنبية، حسب تقديرات مصرف جي بي مورغان.

لماذا قد تتخلف روسيا؟

استهدفت العقوبات المفروضة على عمليات روسيا في أوكرانيا 300 مليار دولار من احتياطياتها من العملات الأجنبية الموجودة في الخارج، ومن دون الوصول إلى هذه الأموال، قد تجد روسيا نفسها مجبرة على التخلف عن السداد.

يفصل التخلف عن السداد الدولة تلقائيًا عن الأسواق المالية وقد يؤخر عودتها للمشاركة لعدة سنوات.

إلا أن روسيا أشارت إلى نيتها دفع المبلغ، حيث أعلنت وزارة المالية في وقت سابق من هذا الأسبوع أنها أرسلت أمر دفع لـ “إجمالي 117.2 مليون دولار”.

كذلك، أكد وزير المالية، أنطون سيلوانوف، قدرة روسيا على سداد المدفوعات، وقال إن روسيا مستعدة لسداد الدين بالروبل، وفقًا لسعر الصرف في البنك المركزي الروسي يوم السداد.

كما اتهم الغرب بدفع روسيا نحو “تخلف مصطنع عن سداد ديونها”.

العرض الروسي للسداد بالروبل

قد يعرض الكرملين الروبل كمحاولة للالتفاف على العقوبات التي تمنع الوصول إلى الاحتياطيات الروسية من الدولار، فيما يستعد المستثمرون الدوليون لرفض عرض الكرملين، بحسب صحيفة The Telegraph، وإذا واصلت روسيا محاولة السداد بالروبل، فستكون هذه هي المرة الأولى التي تتخلف فيها الدولة عن سداد ديونها الخارجية منذ 1998.

أوضح كبار مديري الصناديق في سيتي أنهم سيرفضون أخذ العملة الروسية كدفعة إذا تم عرضها يوم الأربعاء لتسوية فاتورة الفائدة.

قانونًا، ينبغي أن يتم دفع السند بالدولار، ومن الممكن رفض أي محاولة لاستخدام عملة أخرى.

أضاف أحد المستثمرين في سيتي: “ما لم يكن لديك إذن من حاملي السندات، لا يمكنك تغيير فئة العملة الخاصة بالسند”.

مع هذا، دفعت الشركات المملوكة للدولة الكوبونات بالعملة الأجنبية بدلاً من الروبل، حيث قامت شركة السكك الحديدية الروسية بتسوية كوبون بقيمة 23 مليون يورو باليورو الأسبوع الماضي، وفقًا لبلومبرغ، وقامت شركة النفط روسنفت Rosneft وشركة الطاقة غازبروم Gazprom بتقديم مدفوعات للمستثمرين الأجانب بالعملة الأجنبية.

هل يعيد التاريخ نفسه؟

كانت آخر مرة تخلفت فيها روسيا عن سداد ديونها في 1998، عندما أدت أزمة العملة إلى تخلفها عن سداد ديونها المقومة بالروبل وحظر مدفوعات الديون الخارجية مؤقتًا، بحسب The New York Times. صدمت الأزمة العالم المالي، ما أدى إلى انهيار صندوق التحوط الأميركي Long-Term Capital Management ، الأمر الذي تطلب تدخل الاحتياطي الفيدرالي لإنقاذ الموقف بمليارات الدولارات.

انخفض اهتمام المستثمرين الأجانب بالأصول الروسية في 2014 عندما فُرضت العقوبات بعد أن ضمت البلاد شبه جزيرة القرم، ولم تكد روسيا تتعافى تمامًا حتى فرضت واشنطن المزيد من العقوبات في 2019.

المصدر: فوربس