عروض جديدة لـ روسيا لتعزيز نفوذها السياسي والميداني في سوريا

“الوساطة” استراتيجية روسيا لتعزيز نفوذها السياسي والميداني في سوريا

لايف بوست – سياسي

تعمل روسيا منذ بداية الأوضاع في سوريا، على التدخل كوسيط في عدد من الملفات السورية بين أطراف محلية وأخرى دولية.

وتسعى موسكو لتعزيز نفوذها وحضورها السياسي واستثمار المكتسبات الميدانية سياسياً وضمان مصالحها الاستراتيجية في سوريا.

و آخر تلك العروض وفق تقرير لموقع تلفزيون سوريا، “الوساطة” التي عرضها “ميخائيل بوغدانوف” بحجة إيقاف عملية عسكرية محتملة في سوريا.

وجاءت تصريحات “بوغدانوف” ضمن مقابلة مع وكالة “إنترفاكس” الروسية، أكد فيها أن موسكو “تعارض تجدد الأعمال العسكرية في سوريا”.

وتتسق تلك التصريحات مع التكتيك الذي تتبعه موسكو، والقائم على فكرة تقديم نفسها كوسيط في الخلافات الدولية القائمة على الأراضي السورية.

وتعمل موسكو على تحقيق مكاسب استراتيجية طويلة الأمد، وفضلاً عن أنها غير متحمسة للموافقة على عملية عسكرية تعزز من النفوذ التركي في سوريا.

وهذا بدا واضحاً في تصريحات “بوغدانوف” الأخيرة، وفي الوقت ذاته تريد الحفاظ على الثقة مع قوات سوريا الديمقراطية “قسد”.

كما تريد التأكيد على أن موسكو قادرة على ضمان مصالحها، في محاولة لاحتواء “قسد”، وإقناعها بالابتعاد أكثر عن الموقف الأميركي.

ووفق تقرير لموقع تلفزيون سوريا، يجعل ذلك من دور موسكو في شمال شرقي سوريا محورياً أكثر، ويتيح لها الحصول على تنازلات من الطرفين لاحقاً.

و ترغب موسكو في تخفيض مطالب “قسد” المتعلقة بالحكم الذاتي، وتحاول دفعها للموافقة على الاندماج ضمن المؤسسات التابعة لنظام الأسد.

و احتواء ورقة “قسد” سيتيح لموسكو الـ.ضـ.غـ.ط على أنقرة والتأثير على موقفها الميداني في إدلب، وقد يجعلها تتساهل أكثر مع الإجراءات المطلوبة للتبادل التجاري بين شمال غربي سوريا ومناطق سيطرة النظام.

و سيضمن ذلك لموسكو تماشياً أكبر من تركيا في المسار السياسي السوري، و أتاحت “قسد” للقوات الروسية مؤخراً، الوصول إلى ريف دير الزور الغربي، والعبور باتجاه محافظة الرقة.

اللافت أن الدخول الروسي في محافظة دير الزور مؤخراً، أتى بعد أيام قليلة من العمل العسكري الذي تعرضت له قـ.ا.عـ.,د.ة “التنف” الأميركية في البادية السورية.

وهذا يفتح الباب أمام احتمالية الرضا الأميركي على تسيير دوريات روسية في دير الزور، بهدف مراقبة نشاط المجموعات الإيرانية في المنطقة، وهي ورقة لعبتها سابقاً روسيا في درعا والجنوب السوري.

وحاولت روسيا الوقوف موقف “الوسيط” بين الفرقة الرابعة والفعاليات الشعبية و المعارضة السابقين، واستطاعت في نهاية المطاف استثمار ما يجري لـ.د.فـ.ع المدن والبلدات في محافظة درعا باتجاه التسوية.

وحول شؤون أخرى تسعى موسكو للتوسط بين تل أبيب وطهران، من خلال المحافظة على الحد الأدنى لمصالح الطرفين، رغبة في احتواء الخلافات الظاهرة بينهما، والاستفادة من دور كل طرف من الأطراف لصالح الاستراتيجية الروسية في سوريا.

وتقوم الاستراتيجية الروسية، على التحول تدريجياً إلى الجهة الدولية الأكثر نفوذاً في الملف السوري، من خلال الانتشار في مناطق جغرافية مهمة ومؤثرة بالنسبة لمختلف الفاعلين الدوليين الأساسيين.

المصدر: تلفزيون سوريا