رفع شأن المسلمين وترك أثراً مهماً لهم.. ما لا تعرفه عن السلطان محمد الفاتح صاحب الشخصية القوية والعادلة

رفع شأن المسلمين وترك أثراً مهماً لهم.. ما لا تعرفه عن السلطان محمد الفاتح صاحب الشخصية القوية والعادلة

لايف بوست – مشاهير

ولد محمد بن مراد الثاني والذي يعرف بالسلطان محمد الفاتح في أدرنه عام 1481م، وهو السلطان العثماني السابع في سلسلة آل عثمان.

يلقب محمد الفاتح، والذي حكم ما يقرب من ثلاثين عاماً عم فيها الخير ورفع فيها شأن المسلمين، بأبي الخيرات.

وبعد وفـ.اة والده عام 1451م، تولى محمد الفاتح حكم الدولة العثمانية، وكان عمره آنذاك 22 سنة.

السلطان محمد الفاتح
السلطان محمد الفاتح

كان السُّلطان محمَّد الفاتح محباً للعلم والعلماء، ولذلك اهتمَّ ببناء المدارس، والمعاهد في جميع أرجاء دولته.

وصفه أبناء عصره بأنه ذو شخصية شجاعة جمعت بين القوة والعدل كما أنه فاق أقرانه منذ حداثته في كثير من العلوم التي كان يتلقاها في مدرسة الأمراء.

تفوق السلطان محمد في علم اللغات وكان كثير الاهتمام في التاريخ، مما ساعده فيما بعد على إبراز شخصيته في الإدارة وميادين القـ.تال حتى أنه اشتهر أخيراً في التاريخ بلقب محمد الفاتح، لفتحه القسطنطينية.

كان السُّلطان أورخان أوَّل من أنشأ مدرسةً نموذجيَّةً في الدَّولة العثمانيَّة، وسار بعده سلاطين الدَّولة على نهجه، وانتشرت المدارس، والمعاهد في كل المدن، وفاق محمَّد الفاتح أجداده في هذا المضمار.

أدخل محمد الفاتح بعض الإِصلاحات في التَّعليم، وأشرف على تصحيح المناهج، وتطويرها، وحرص على تواجد المدارس، والمعاهد في جميع المدن الكبيرة، والصَّغيرة.

حرص على جعل التَّعليم في مدارس الدولة بالمجان، ووضع نظام الامتحانات بنفسه وضمن فيه أن لا ينتقل الطالب إلى المرحلة الأعلى إِلا بعد إِتقانه لعلوم المرحلة السَّابقة والخضوع لامتحانٍ يؤكد ذلك.

زار محمد المدراس بشكل كبير وكان يوصي الطلبة بالجد والمثابرة والاجتهاد، كما أنه كان يستمع إلى لدُّروس الَّتي يلقيها الأساتذة دون ملل أو كلل.

كانت المدراس آنذاك تعطي العديد من المواد الشرعية ومنها: التَّفسير، والحديث، والفقه، والأدب، والبلاغة، بالإضافة إلى علوم اللُّغة من المعاني، والبيان، والبديع، والهندسة.

بنى السلطان محمد مسجداً بالقسطنطينيَّة وأنشأ حوله ثماني مدارس ومكتبةً خاصَّةً، على كلِّ جانبٍ من جوانب المسجد أربع مدارس يقضي الطَّالب فيها المرحلة الأخيرة من دراسته.

منح محمد الفاتح للطالب الملتحقين بهذه المدراس منحة مالية شهريَّة، بالإضافة إلى أنه أمن لهم السكن والطعام بشكل مجاني.

كان للعلماء والأدباء مكانةٌ خاصَّةٌ عند محمَّد الفاتح، حيث قرب إِليه العلماء، ورفع قدرهم وشجَّعهم على العمل والإِنتاج، وأعطاهم كل مايحتاجونه من الأموال، ووسَّع لهم في العطايا، والمنح، والهدايا.

وفي شهر رمضان الكريم، كان من عادة السلطان محمد الفاتح أن يأتي إِلى قصره بعد صلاة الظُّهر بجماعةٍ من العلماء المتبحِّرين في تفسير القرآن، ليقوم في كلِّ مرَّةٍ واحدٌ منهم بتفسير آياتٍ من القرآن الكريم، ويناقشه في ذلك سائر العلماء.

وكان السلطان نفسه يشارك في هذه المناقشات، ويشجِّع هؤلاء العلماء بالعطايا، والهدايا، والمكافآت الماليَّة الجزيلة لكي يتفرَّغوا للعلم، والتَّعليم.