اتصف بالكرم والشجاعة وتمكن من إعداد مركز عسكري قوي في الرقة وازدهرت البلاد في عصره.. ما لا تعرفه عن الخليفة العباسي هارون الرشيد

تاريخ

هارون بن محمد المهدي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، ولقبه أبو جعفر، الخليفة العباسي الخامس في العراق.

هو أشهر الخلفاء العباسيين، ولد في (149هـ – 193هـ)، ونشأ في كنف أمه الخيزران بنت عطاء في دار الخلافة ببغداد.

تولى غـ.زو الروم في القسطنطينيَّة في عهد أبيه، وعاش في العصر العباسيِّ الأوَّل، وقد بُويع بالخلافة في الثانية والعشرين من عمره بعد وفاة أخيه الهادي.

نشأته وفرح والده به

ولد الخليفة المذكور في مدينة الري و كانت مع خراسان تحت ولاية أبيه المهدي في ذلك الوقت و تولى الرشيد في عهد أبيه قـ.تـ.ال الروم وهو ابن عشرين عاماً.

وقد كانت تحكم الروم في تلك الفترة الملكة أيرين الملقبة بأغسطة زوجة أليون، وكانت وصيَّة لابنها قسطنطين على عرش روما.

وبعد أن رأت القـ.تـ.ل والبـ.طـ.ش قد اشـ.تـ.دَّ بالرُّوم صالحت الرَّشيد على أن تدفع له سبعين ألف دينار كلَّ سنة.

قبل الرشيد بالعرض وهادن الملكة أيرين مدة ثلاث سنوات، فلما علم المهدي والد هارون الرشيد بنصر ابنه فرح لذلك فرحًا شديدًا وأطلق عليه لقب الرشيد وجعله ولي العهد.

صفاته ومحاسنه

وصف الخليفة العباسي بتمتعه بهيبةٍ وحسنٍ ووقار، وقيل إنه كان أبيض طويلًا جسيمًا مسمنًا جميلاً وسيمًا، خطه الشيب في آخر أيامه.

وقد عرف هارون الرشيد بعلمه بالأدب وأخبار العرب والفقه والحديث، وكان فصيحًا محبًا للشعر والشعراء والأدب ويعظم في صدره الأدب والأدباء.

وكان ينظم الشعر، ويحب المديح ويصغي إليه ويجزل في عطائه عليه خاصّة إن كان ذلك المديح من شاعر مجيد فصيحٍ.

اتّصف هارون الرشيد أيضاً بالكرم حتى لم يُر خليفة أجود منه قطّ، وقيل: إنه كان يتصدق بمائة ألف درهم من صلب ماله في كل يوم.

وقد كان في ذلك يتخلق بأخلاق المنصور ويقتفيها إلا في الكرم والعطاء فإنه فاق المنصور في كرمه، وكان حازمًا متواضعًا وشجاعًا مقدامًا.

هارون الرشيد
هارون الرشيد

ما يكره وما يحب

كانَ كثير الغـ.زوات حتى إنه قيل كان يـ.غـ.زو سنة ويحج سنة، وكان يلقب بجبار بني العباس ومما عُرِفَ به الرَّشيد أيضًا تقاه وورعه وحبه للفقه والفقهاء.

كما كان يكره المراء والجدال في الدين، حيث ذُكر من أقواله في ذلك: إنه لخليق ألّا ينتج خيرًا، وقد كان نقش خاتمه لا إله إلا الله.

وورد عن بعض أصحابه أنه كان في كل يوم يصلي مائة ركعةٍ إلا أن يمنعه مانع من ذلك إلى أن أخذه الله، وقيل أنه كان يحج معه في كل سنة إذا خرج حاجًّا مائة من الفقهاء وأبنائهم.

وكان في السنة التي لا يحج فيها يُحِجُّ ثلاثمئة رجل بالكسوة الظاهرة والنفقة السابغة.

زوجات هارون الرشيد

وعن زوجات هارون الرشيد وردت العديد من الروايات وأشهرها زواجه من ابنة عمه زبيدة بنت جعفر بن المنصور وزواجه من أمة العزيز أم ولد موسى.

وزواجه من أم محمد ابنة صالح المسكين، وتم الزفاف في الرقة سنة 187هـ، في شهر ذي الحجة. و زواجه من عزيزة ابنة الغطريف وهي ابنة خاله أخي أمه الخيزران.

وكانت قبله عند سليمان بن أبي جعفر، فطلقها فخلف عليها الرشيد وبعدها زواجه من ابنة عمه العباسة بنت سليمان بن أبي جعفر و زواجه من الجرشية العثمانية وهي ابنة عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان.

ويعود سبب تسميتها بالجرشية إلى ولادتها بجرش باليم،. يُقال: إنه كان لهارون الرشيد أربعة آلافٍ من الجواري السراري الحسان في داره، وقد ودع الرشيد الحياة عن أربع زوجاتٍ، وهنَّ: أم جعفر، وأم محمد ابنة صالح، والعباسة، والعثمانية.