مركز دراسات: أمريكا وفرت غطاء سياسياً للأردن لمساعدته على التطبيع مع الأسد

مركز دراسات: أمريكا وفرت غطاء سياسياً للأردن لمساعدته على التطبيع مع الأسد

اعتبر معهد الشرق الأوسط للدراسات، ومقره واشنطن، أن التحول الاستراتيجي في العلاقات بين الأردن ونظام الأسد، سببه ضوء أخضر أمريكي.

وجرى هذا التطور عقب الزيارة الأخيرة التي قام بها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني لواشنطن في شهر يوليو/تموز الماضي.

وفي أعقاب الزيارة، خرج الملك الأردني في وسائل الإعلام ليقول إن نظام الأسد يتمتع بالشرعية، ودعا الولايات المتحدة والأوروبيين للانضمام إلى فريق العمل الذي يهدف لإقناع الأسد لتغيير سلوكه.

ودعا العاهل الأردني الغرب للتحدث مع النظام الروسي الذي يؤدي دورًا أساسيًّا، مضيفاً أن الوضع الراهن الذي يتسم بالعنف المستمر، والذي يدفع الشعب السوري ثمنًا باهظًا له، لا يمكن أن يستمر.

واتضح مؤخراً أن العاهل الأردني اقترح على إدارة بايدن أن تزود الأردن ومصر لبنانَ بالغاز الطبيعي والكهرباء عبر الأراضي السورية لتحقيق غرضين أساسيين.

والغرض الأول مساعدة لبنان في التعامل مع أزمة الطاقة المتفشية، والثاني إشراك حكومة الأسد في المسألة في محاولة لبدء عملية إعادة التأهيل السياسي لنظام الأسد.

وينبغي أن تكون المرحلة الأخيرة هي إبعاد سوريا ولبنان عن الإيرانيين ووكلائهم في المنطقة.

ويخدم التقارب الأردني مع النظام في سوريا عددًا من الأهداف. يتعلق بعضها بملف الأمن القومي، إذ تأمل عمّان في إقناع سوريا وروسيا تجديد التزامهما بإبعاد الميليشيات الموالية لإيران عن الحدود الأردنية قدر الإمكان.

وهذا المطلب في حقيقة الأمر ليس أردنياً بقدر ما هو مطلب إسرائيلي، ومن الناحية الاقتصادية، تأمل عمّان أن تؤدي إعادة فتح الحدود مع سوريا إلى تعزيز التجارة الثنائية وإحياء قطاع النقل البري والجوي المـ.تـ.عـ.ثر.

وعلى الصعيد الاستراتيجي، يأمل الأردن المتعطشة للمياه أن تحترم سوريا الاتفاقات السابقة لتزويد المملكة بنصيبها من نهر اليرموك، وهو الأمر الضروري لأغراض الشرب والري في البلاد.

ويأمل الملك أيضًا في استعادة دور عمّان الإقليمي بعد سنوات من التهميش أثناء سنوات حكم ترامب، فهو يقدم نفسه بوصفه محاورًا رئيسًا في المسعى الذي يهدف إلى ترسيخ دعائم تحالف اقتصادي يضم مصر، والعراق، وسوريا مستقبلًا.

ويمكن لهذا التحالف أن يضم لاحقًا لبنان والسلطة الفلسطينية.

ومن الواضح أن إدارة بايدن قد وفَّرت للملك عبد الله الغطاء السياسي اللازم لمواصلة جهوده الرامية لإعادة تأهيل النظام سياسيًّا. لكن هذه العلاقة هي علاقة تعاملات، فمن المتوقع أن يرد الأسد، الذي سافر إلى موسكو في 14 من سبتمبر للقاء بوتين، الجميل ويُظهر بعض المرونة السياسية.

وستجتمع لجنة صياغة الدستور السوري الجديد في 18 من أكتوبر في جنيف، وستكشف نتائج محادثاتها، التي لم تصل إلى نتيجة على مدى العامين الماضيين، ما إذا كان الأسد على استعداد لتقديم تنازلات.

لكن السؤال الذي لفت إليه المعهد، هل يمارس بوتين ضـ.غـ.طـ.اً حقيقيًّا على الأسد لينأى بنفسه عن الإيرانيين برغم المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها النظام أم لا وتوقع المعهد أن تبقى المصالحة النهائية والمساءلة في سوريا بعيدة المنال في الوقت الحالي.

 

المصدر: معهد الشرق الأوسط – ساسة بوست