ولد في غزة ورحل في مصر ونجا من خلاف كاد ينهي حياته مع هارون الرشيد.. ما لا تعرفه عن الإمام الشافعي

ولد في غزة ورحل في مصر ونجا من خلاف كاد ينهي حياته مع هارون الرشيد.. ما لا تعرفه عن الإمام الشافعي

لايف بوست – منوعات

الإمام الشافعي، هو أبوعبد الله محمد بن إدريس الشافعي القرشي، أحد أبرز الأئمة في التاريخ الإسلامي، وصاحب المذهب الشافعي في الفقه الإسلامي.

لطالما جمع بين اسمه وصفة “الإمام”، وقد تقلَّد “قاضي الشريعة” دون أن يكون على منصة القضاء، ورغم رحيله قبل أكثر من 1200 عام، إلا أنه بقي حاضرًا في قلوب المسلمين.

ولد في غزة، ود.فـ.ن في مصر، وسط القاهرة، ويجمع المسلمون على أربعة مذاهب (الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي)، وجميعهم متفقون على الأصول الفقهية.

لكنهم مختلفون في بعض المسائل والفروع التي كونت نشأتها، والإمام الشافعي هو ثالث الأئمة الأربعة بعد أبو حنيفة النعمان ومالك بن أنس، وكان تلميذًا للإمام مالك وشيخًا للإمام أحمد بن حنبل، رابع الأئمة.

هو من مواليد شهر رجب سنة 150 هجرية (أغسطس/ آب 767 ميلادية)، واتفق مؤرخو الفقهاء على أنه ولد في مدينة غزة في فلسطين، بينما رحل في مصر في آخر يوم من شهر رجب عام 204 هـ الموافق لـ 20 يناير/ كانون الثاني 820 م.

ويعود نسبه إلى أجداد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقيل عنه إنه “ابن عم النبي”، و”إمام قريش (قبيلة في مكة ينسب إليها النبي محمد) الذي ذكره النبي بقوله: عالم قريش يملأ الأرض علماً”.

وقال عنه الإمام أحمد بن حنبل: “الشافعي كالشمس للدنيا وكالعافية للناس”، ويقول أستاذ الفقه الإسلامي بالأزهر رمضان عبد الرازق، إن “الشافعي له في رقبة كل مصري تعلم الفقه منة وجميل”.

ويضيف: “علم الشافعي الناس المنهجية في الفقه الإسلامي، كما علمهم شيئاً عظيماً في الفقه وهو مراعاة الواقع، حيث يتفرد في مذهبه بالقديم والجديد (ما كتبه في العراق وما كتبه في مصر) فعلمنا كيف يكون الفقيه مسايرًا لواقعه”.

وأضاف “كما أن أعظم ما تعلمه الناس من فقه الشافعي هو أنه قبل الكلام في أي أمر من الأمور لابد أن يكون هناك علم بالواقع، كما علمنا كثرة المراجعة والتنقيح، فهو كان كثير المراجعة والتنقيح لآراءه ومنهجه وفقهه، وهذا ما نحتاجه في زمننا هذا”.

واستدل الأزهري حول مكانة الإمام الشافعي في البلاد، بانتشار مذهبه بين المصريين في المدن والقرى المصرية كما يدرس في المدارس والجامعات الأزهرية.

وأشار في الوقت ذاته إلى أن الأحكام الشرعية في مصر تأخذ من كافة المذاهب، ومنها الشافعي، وإن كانت تعتمد بالأساس على المذهب الحنفي.

وكان الإمام الشافعي قد نشأ فقيرًا في غزة، وحين رحل والده انتقلت به أمه إلى مكة حين كان عمره سنتان، لئلا يضيع نسبَّه “الشريف”، فحفظ القرآن الكريم في ربيعه السابع، ثم آخذ يواظب على العلم بالقرب من بيت الله الحرام.

أذن له بالفتوى وهو دون العشرين سنة، ومن مكة إلى المدينة المنورة، بحث الرجل عن المزيد، فوجد ما يبحث عنه في الإمام مالك بن أنس (ثاني الأئمة الأربعة)، قبل أن يرتحل إلى اليمن ثم بغداد التي درس فيها “المذهب الحنفي (أول المذاهب الإسلامية)”.

جمع “فقه الحجاز (المذهب المالكي)” و”فقه العراق (المذهب الحنفي)” ونجا الشافعي في ععمر الثلاثين، من و.شـ.ا.يـ.ة كـ.ا.د.ت تـ.فـ.تـ.ك به لدى الخليفة العباسي هارون الرشيد (763: 809 م)، بسبب نسبه والخلاف حول الحكم.

فقد اتـ.هـ.مـ.ه والي نجران باليمن آنذاك لدى الخليفة بأنه “بجانب 9 آخرين من العـ.لـ.ويـ.يـ.ن يخططوا للخروج على الحاكم”، وقيل فيه إنه “يعمل بلسانه ما لا يقدر عليه المـ.قـ.اتـ.ل بـ.سـ.يـ.فـ.ه”.

فأرسل الرشيد إليهم وقيل إنه قتل التـ.سـ.عـ.ة بينما نجا الشافعي بسبب حجته، واستئناس الخليفة لعلمه، لتكون هذه المـ.حـ.نـ.ة قبلة وجهته إلى العلم بدلاً من طلب الولاية.

و انتقل الشافعي مجددا إلى مكة ليمزج بين “فقه أهل الحديث (الحافظين الملتزمين بأقوال النبي)، ” و”فقه أهل الرأي (أصحاب الرأي والقياس)”، ليبدأ فقه ثالث الأئمة في النضوج.

وفي فترة إقامته في مكة، بدأ الشافعي في وضع أسس الفقه الشافعي القائم على المزج بين أحكام السنة والقرآن الكريم والاجتهاد في المسائل والأحكام الدينية قياسًا ما لم تكن في القرآن ولا السنة.

ثم سافر الشافعي إلى بغداد للمرة الثانية، حاملاً قواعد فقهية كلية، فكان قبلة للفقهاء والعلماء في زمانه، وخلال إقامته هناك أعد النسخة الأولى خلاصة فقهه “كتاب الرسالة”.

والكتاب يضع الضوابط التي يلتزم بها الفقيه أو المجتهد لبيان الأحكام الشرعية لكل حديث ومستحدث في كل عصر، ولما أقام بمصر أعاد الإمام تنقيح الكتاب.

وسنة 815 ميلادية، قدم الإمام الشافعي إلى مصر، ورحل فيها في 820 ميلادية، وهناك في مصر عرف بالحكمة والبلاغة والشعر، فاقترن اسمه بـ”الإمام” وأسماه المصريون “قاضي الشريعة” وأحبوه.

وللإمام الشافعي عشرات الكتب في اصول الفقه، ويعد كتاب “الرسالة” الأول في أصول الحديث، كما ألف كتابًا دافع فيه عن السنة النبوي أسماه “جماع العلم”.

كما كتب في أصول الإسلام كالصلاة والزكاة والحج، بجانب فروعه كالطهارة والزواج والطـ.لا.ق وغيرها، وبجانب علومه الشرعية والإسلامية، كان له ديوان شعر، يتناول الحكمة والاستغفار.

تعد مصر الموطن الأول للمذهب الإمام الشافعي، ورغم فقدانه صفته الرسمية بالبلاد لصالح المذهب “الحنبلي”، إلا أنه باق بجانب المذهب المالكي في العديد من قرى مصر، ولا يزال يدرس في الجامع الأزهر.